حل الليل،
سأخلع ثيابي وأكتب اليوم عارية الجسد كروحي..
فحينما تقرر أن تتحول من إنسان كامل، لحم ودم ومشاعر وحواس ورغبات وحاجات إلى حروف وأوراق وأقلام وكلمات ونصوص تُنزع عنك روحك، تنثرها أمام الجميع، تجعلها عارية ومكشوفة..
من الساخر أنه يمكنك أن تسير عاري الروح بكلماتك بين الجميع بأريحية، بل وستجد من يصفق لك ويبعث لك التحيات والإعجابات والحب، من بعيد!
حتى وإن كانت كلماتك تنزف،
تصرخ،
تمارس العشق أو الرذيلة،
ترتكب الجرائم أو تخط البذاءات أو حتى تنتحر على الأوراق، سيرونها من مقاعدهم بعين الإبداع، يهللون لك وينالهم شغف لأن تكشف روحك أكثر أمامهم..
قد يمتعض القليلون ويولون عنها مدبرين ناعتينك بالكآبة داعيين الله لك بالسكينة، لكن أحدًا لن يهرع إليك لينقذ روحك تلك أو يستر ضعفها.
أما إذا قررت أن تسير بينهم عاري الجسد ستكون عورة!
سيقذفونك بالحجارة،
ستوصم بالعهر،
أو سيلقي أحدهم متقززًا عليك ثياب مهلهلة علها تستر ما كُشف منك،
أو ستجد من يشتهي وينظر إلى معالم جسدك وتفاصيله وحتى جراحه بنهم ويتقرب متوددًا...
لن تجد من يشتهي قربًا من أرواح عارية مجروحة أو بها ندوب كما الأجساد، لا أحد سيهتم بمعالم تلك الروح وآلامها وما تم دسه في الحروف حين تكتب، بل سيحبون أن تستمر بنزف الكلمات ليقرأونها باستمتاع.
والآن،
وبعد أن أصبحت عارية أمامك روحًا وجسدًا وكتبت هذا كله، ماذا لديك لي؟
تعتقد أنني أهذي أليس كذلك!
لن أجادلك، أنت الآن مشوش ومثار بشكل واضح، وعقلك في نزاع بين جسد مثير ترغبه، وروح بداخله أفسدتها الحياة تزهدها..
رأيتك وأنت ترمقني بلذة حينما كنت أخط حروفي، تفحصت جسدي جيدًا ولم تُلقي نظرة على روحي التي ألقيتها أمامك هنا...
عرفتك منذ البداية،
أنت مثلهم.
#DINA_MONIR