يقولون "قبل أن تقرر أنك مصاب بالاكتئاب النفسي والإحباط، تأكد أولاً أنك لست محاطًا بالأوغاد"
أخبرني طبيبي النفسي منذ زمن بعدما لاحظ سوء حالتي كل زيارة عن سابقتها رغم التزامي بمواعيد زياراته ومواعيد العلاج أنه ربما لست أنا المريضة بالأصل، ولكنّي كمن سقط عليه بناية ضخمة ويقاوم لأجل الحياة (أولادي)..
أخبرني أنه كطبيب لن يستطيع أن يقوم بعلاجي دون انتشال جسدي وروحي من أسفل البناية المقيتة المتهدمة التي تداوم كسر عظامي وجرح وجهي وتفتيت عقلي ونزع الحواس كلها مني حتى تمنيت الموت وسعيت إليه ولكني لم أنله..
كنت أظن أنني لن أنجو منها سوى بالموت، وأنها ستظل قابعة على صدري وروحي وأيامي كما هي منذ كان عمري ستة عشر ربيعا وحتى بلغت ثمانية وعشرون خريفًا..
لكنني هاهنا بسنوات عمري الثلاثة وثلاثون أنظر لنفسي فأبدو كناجية لا ضحية.
مرت حوالي الخمس سنوات ولازالت عظامي وروحي يحاولن الالتئام..
عادت حواسي بشكل ما..
لم تترك جراح وجهي ندبات فاضحة..
حياتي التي كنت أقاوم لأجلها بين يدي وبداخل صدري وفي عينيهما الرضا والامتنان لإنقاذهم وإنقاذ روحي لأجلهم..
أجل؛ مازلت أسير محملة بالأسرار، مكبلة بأصفاد جمعتها طوال الثلاثة عشر عامًا التي آثرت بهم الصمت والتحمل، لكنني مازلت أحاول باستمرار التخلص منها.. وسأستطيع ثقة بالله..
لذا وقبل أن تسعى لعلاج نفسك تأكد أنك لست محاطًا بالمرضى النفسيين.