كيف حالك يا كل حالي..!
كتبتها تلك المرة ولأول مرة باستهزاء لم أعتده،
ومن أجل كتابتها استدعيت لحظات ضبابية حاول عقلي الإمساك بها في الذاكرة حتى لا يمحو سنوات من عمره، فأتتني كومضات خاطفة غير مكتملة، بعدما كانت تمر على روحي بتفاصيلها بتقنية ال(slow motion) لأغرق بها وأحيا حياة كاملة مكتوبة بعناية لم تسكن يومًا سوى خيالي..
تلك المرة لم أمضغ الوهم الشهي الذي حييت به عمرًا،
لم أجتر خوفي وعشقي،
لم أنل عناقًا أو قبلة بعد ولم أعد بحاجة لهما،
لم أغمض عيني مُبَلِلَة وجنتي حزنًا أو شفاهي متعة،
لم أضم جسدي العذري بين ذراعي حسرة على ذبوله دونك، أو أعتصر فخذيّ وموضع رحمي شهوة لك..
ولم أكتم آهة منتشية أو غاضبة لتسيل بين أناملي حروفًا تبدأ بالسؤال عن حالك..
الآن؛
وأنا متحررة بالكامل من وهم العشق الذي حملته وحدي تامًا غير مقسمًا بين عاشقين بأوردة قلبي حتى تضجر بدمائه أمام الجميع،
أنثر حروفها بكامل وعيي ونضجي وموتي ودون انتظار لصداها
كيف حالك يا من كنت حالي!