توقفت منذ أمد عن قص شعري وصبغه، عسى أن أُدرك هيئتي القديمة.
أيام مرت وشهور،
زاد طول شعري وظهرت خصلاته الصفراء على استحياء وامتدت..
اليوم دققت النظر ووجدت بينها بضع شعرات بيضاء!
يا إلهي، هذا عمري الذي يمر ولا شيء منه يعود!
هل حقًا ما مضى لا يُدرك؟
سقط نظري على بشرتي، ثمة خط غائر هنا.
دققت النظر مرة أخرى،
هناك خط أخر وتجعيدة أيضا، ألم أعد أشبهني!
ذهبت متثاقلة ووضعت ذلك الطين ذو الرائحة الكريهة الذي قالت عنه تلك السيدة التي باعتني إياه بمبالغ طائلة أنه سيعيد إليّ شبابي وانتظرت..
أزلته ثم أعدت النظر،
هل قلت الخطوط قليلا!
لا أعتقد.
وماذا عن تلك الهالات! هل أضع قناعًا أخر وأهدر وقتًا أخرًا من عمري لأستعيد ما أزهقته الأيام!
وماذا علي أن أضع ليخف ذلك الثقل عن روحي وكاهلي إذ إنني لن أعود لزمن مضى!
ولكن لا بأس، قمت بتحضير كوبًا من القهوة الداكنة..
بكل زيارة يحذرني منها الطبيب وأضرب بحديثه عرض الحائط.. يسيء إلى تلك الجميلة السمراء التي تعانقني وتربت على قلبي بدفء بقوله إنها تؤذيه.. حتمًا هو لا يفقه شيئًا.
قهوتي محظوظة لا تفقد شبابها مثلي، تواسيني بكل رشفة وتعدني أنها ستظل معي كما عهدتها، ودائمًا ما تفي بعهد حنث به جسدي وقلبي وروحي.
فهل أترك من ظلت معي على عهدها بحجة أنها تؤذيني !