ليلة أخرى سأقضيها صامتة بعينين جافتين وبروح محتقنة للغاية ولن أنعم فيها ولو بطيف عابر يخفف وطأتها..
كان أكثر عقابي في طفولتي لكثرة التساؤل والجدال وعدم الانصياع للأوامر كأي طفلة طيّعة مستكينة..
فالسؤال عن السبب كما تعلمنا هو أول طريق الشغب، التمرد، الإلحاد، والكفر كذلك..
لكنني لم أتوقف يومًا عن الاستفهام في صمت، فأتوجه إلى الله الذي يعلمني جيدًا كل ليلة وأسأله:
من يدفع ثمن ما آلت إليه أموري على غير رغبة مني!
ومن أي قلب ستنتزع لي روحي التي تشتتت هنا وهناك وتفرقت دمائها!
كيف سأكمل المسير دون أن تتآكل همتي وأضعف ويجرفني ذنب لا أقوى الوقوف أمامك حاملة إياه في كتابي!!
لماذا أنا؟
ولماذا لم تؤتني ما يطمئن قلبي بأنك تراني وتسمعني!
أتراني متأرجحة على تلك الشعرة بين حلالك وحرامك!
أترى كيف يجاهر الآخرين بارتكابهم لحلال يحيل حياتي إلى جحيم مؤججة!!
وظهري يا الله!
ظهري الذي قصمته البلايا، ألن يُرمم ليتمكن من حمل ما تبقى له من عمر!
أين الجواب يا الله! أم أنني مُعاقَبة أيضًا!