لا أعلم كيف ومنذ متى حدث ذلك الجنون الغارقة به روحي.
*فحين أشعر بالسعادة العارمة أدمع!
لا أملك مشاركة أحدهم انتصاراتي الصغيرة، فأختزنها بداخلى لتتعفن وتؤذيني، أو أخشى أن تنتهي بمأساة كما اعتدت دومًا فيُغص حلقي وتدمع عيناي مسبقًا فأدمع.
*وحين أحزن لن تراني أبكي أو أشكو!
بل على العكس أضحك ملء فاهي وكأن شيئًا لم يكن، بينما داخلي محطم وحوافه الحادة مغمدة بأحشائي وتُدميني بينما يتسع ثغري.
*وحين أخاف لا أختبئ بالظلام مُرتجفة!
بل أثور وأحطم ما حولي، أقتحم ما يُخيفني وأدمره حتى وإن دمرت معه نفسي.
*وحين أميل وتقرض قلبي شهوة أكره ضعفي، فأكرهني!
فأستقم عنوة وإن كُسرت..
لم أمِل قبلًا إلا وسقطت وحدي مفتتة وسط نظرات الشفقة أو الشماتة.
*لم يعد لدي ميلٌ للانتظار!
أنفاسي تضيق فأفض الأرواح من حولي حتى أصير وحيدة لا أخاف شيئًا أو أحدًا، ثم أصرخ.
-أما حين أحب!!
فإنني أشعر بكل ما سبق،
أسعد فأدمع..
أحزن فأضحك..
أخاف فأحطم كل شىء حتى نفسي..
أميل فأكسرني..
أنتظر فأمل وأختنق، فأصرخ..
ثم أصمت..
أصمت تمامًا.