أقول دائما أنني بخير..
أقولها مثلما يقولها الجميع،
ولا أعلم ماهية ذلك الخير الذي يلوكونه بأفواههم كإجابة مكررة للسؤال عن الحال..
أهو تلك الابتسامة المرتسمة على شفتي طوال الوقت!
جُبلت عليها.. لم يكن لدي يومًا متسع لإظهار غيرها لضمان القبول ممن حولي وإن كنت أذوب من داخلي حزنًا أو أستشيط غضبًا.
أهو تلك الحياة التي يحلم بها آخرون وأحياها أنا!
غُرست بها مُكبلة روحي بالكامل، لم تكن حلمي أو اختياري، أجيد تمثيل دوري بها ببراعة متناهية..
"مجبر أخاك لا بطل"
أهو ذلك الظهر المنتصب رغم ما يتحمله دون شكوى!
تكلس من الألم، كل كسر به تضاعف حجمه بالشكل الذي أفقدني ضلعي الأعوج الذي خلقت به.
أهو ذلك الوجه الهادئ الذي لا يتجعد أمام قريب أو بعيد!
ملسته الأيام، أفقدته مرونة الشعور والبكاء والفرحة والحزن.. لم يعد مرتبطًا بما يعتمل بصدري، كأنه قناع حديد صلد لا يصله سوى حرارة ما بداخلي فيجعله متوردًا يسر الناظرين.
ما الخير!
وأي خير في حياة لا أحياها!