"يا هانم - يا ست" نداء محبب لأي امرأة، ترى فيه نفسها بعد ان جارت الأيام على المرأة المصرية وبعد ان صارت تصدم آذاننا نداءات غريبة انتشرت في العقد الأخير مثل " يا ابله - ياختي - يا عروسة - يا شاطرة"
ونسمعهم كثيرا في الشارع ولا سيما إذا كانت المرأة تقود سيارتها التي يعتقد الناس ان قد اشتراها لها زوج ثري لتذهب بها "للكوافير او النادي او بتعمل شوبينج",
وفي معظم الحالات تكون هي التي اشترتها لنفسها من حر مالها وشقائها لتحميها من شر الطريق وال"الحوجة" لسائقي التاكسي والميكروباص والباص والتحرش بأنواعه أو بعد أن صارت ابا واما في آن واحد لسبب أو لاخر.
وانها لتذهب بها للعمل المضني الشاق المضطرة اليه اضطرارا او للدرس الخصوصي الخاص بابنها أو ابنتها أو أو..
وفجأة تصم أذنيها كلمة "ياللا يا ابله - خوشي يا حاجة متخافيش - حاسبي يا عروسة "
هذه المراة المناضلة هي في حقيقة الأمر ليست أبله ولا عروسة ولا شاطرة, إنما هي هانم وست الهوانم كمان.
والهانم لعلمكم ليست نداءَ بل صفة تولد بها الفتاة وتعمل بها بشكل تلقائي فطري دون تصنع،
ومن صفات الهانم أنها تترفع دوما عن الرد على الصغائر، ويثقل عليها الانتباه للتصرفات التافهة والمكايدة الحريمي والرجالي، "حيث صار معظم الرجال يتصفون بصفات لا تليق برجولتهم".
والهانم تجدها في أي مكان محط احترام الجميع لها حضور أخاذ وصحبة ممتعة بلا تكلف ولا تعمد.
الهانم لا تملأ الدنيا صخبا من حولها لتلفت الانتباه، لكن تملأها حياة وحضورا لافتا للانتباه، لا تتكلم إلا مع من يماثلها رقيا وذوقا ولا تتدخل فيما لا يعنيها بل تتركه عملا بالحديث الشريف "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
وأرى أنه من حسن أنوثة المرأة أيضا تركها ما لا يعنيها.
الهانم أو "الست" صفة لا علاقة لها بالغنى والفقر ولا علاقة لها بالملابس الفاخرة والبراندات الشهيرة، بل لها علاقة بالقيمة الإنسانية للمرأة وبالمظهر الملائم للمكان وللزمان.
الهانم حتى لو ارتدت ملابسا رقيقة الحال تضفي عليها قيمة ورونقا، فتلك الصفة لا تليق إلا بامرأة تنبع قيمتها من جوهرها لا من ملابسها أو مقتنياتها.
الهانم أو الست قد تكون فلاحة بسيطة عفيفة النفس حلوة التعبيرات قنوعة ذات كبرياء، وقد تكون سيدة عاملة مجتهدة ومنضبطة يشهد لها زملاؤها بحسن الخلق والتواضع.
وكلمة "ست" منتشرة في الشام والعراق للمرأة الناضجة التي تمثل في وجدان المنادي معنى "الست الحقيقي" فيناديها قائلا "يا ست فلانة".
شكرا لكل الستات والهوانم اللي بينوروا حياتنا وبيعطونا أمل إن لسه فيه أمل، ولسه فيه رقي ولسه فيه تحضر في بر المحروسة.