ماذا أريد؟
أريد صباحا هادئا على أنغام فيروز وإذاعة القرآن الكريم،
أريد نهارا رائقا خاليا من الخذلان
أريد أمسية هادئة أمام مسرحية قديمة أو فيلم من أفلام الأبيض والأسود، وتكون البطلة سعاد حسني،
أريد أمسية مع كتاب له ورق أصفر ورائحة مميزة يحدثني عن الإنسانية وذاكرة الجمال، كتاب له غلاف كأغلفة روايات يحيى حقي.
أريد مغربية نسيمة في شرفتي المزينة بالريحان والفل ومسك الليل، وكوبا من الشاي بالنعناع على أنغام الست وهي تقول(واقول لك ع اللي سهرني واقول لك ع اللي بكاني)
أريد أن أقتسم الرغيف مع الأحبة مغموسا بالرضا
أريد أن أغادر القاهرة، لمدينة ساحلية هادئة بعيدة عن ضوضاء العالم وهوسه، مدينة تطل على بحر أو نهر .
لم أعد أريد الندوات والمناقشات
لم أعد أهتم بأوكرانيا والناتو، ومتحور كورونا، والحرب في اليمن والإرهاب في ليبيا وإسرائيل في الإمارات، لقد اكتفيت.
لم أعد أرغب في أن أحرر الأخبار وجميعها تبدأ ب "قُتِل، انفجر، مصرع، مقتل، اندلاع، اشتعال، انقلاب، انهيار"
لم أعد أرغب أن أكتب التقارير السياسية التي اضطر فيها لأن أعلن رأيي بلؤم تحت جملة "ويعتقد خبراء، ويرى محللون" .
لم أعد أهتم بأزمة المثقفين، بل أتساءل إذا كانوا موجودين أصلا !
وكما قال درويش "فقط..أن نصحو من النوم معافين من الخيبة".
بونجور أيها القارىء العزيز🌹🌻🌼🌺
وأنت ماذا تريد؟؟