قامت من فراشها والعرق ينساب جداولا صغيرة تجري على ظهرها دون أن توقفها حمالة صدر تخلعها دوما قبل النوم،
هنا في (تنجار) رغم حرارتها غير المحتملة -وهي التي لا تطيق الحر- هنا، تشعر بحريتها اكثر،
حتى ملابسها اختلفت، اصبحت لا ترتدي الا فساتين خفيفة بسيطة تؤدي الغرض وتصلح لأجواء الجزيرة،
هنا، ارادت ان تحطم قيودها جميعا، ان تهرب من كل شيء، السياسة، المشفى، العيادة، ارادت ان تخلق من جديد،
ضاقت بحمالة الصدر التي يحلو لها ان تسميها (ادوات تعذيب المرأة)، فلم تجد أنهار العرق المالحة الرفيعة اي شيء يعرقل طريقها نحو ساقيها..
أصرت ألا تشغل مبرد الهواء، حملت وشاحا ومنشفة متجهة نحو ماء النهر، كان ضوء النهار بادئا في التسلل حين اتجهت نحو المياه ..
كانت تسبح ببطىء مستسلمة استسلام حبيبة لحبيب... نسيم الفجر ورائحة شجر السنط جذباها للبعيد،،
لم تخلع جلبابها الخفيف الذي اشترته من سوق (غرب سهيل) التي اصطحبها لها (كوندي)، واشترت منها اشياء مميزة منها هذا الثوب، ثوب من كتان قطني طري في لون الشاي بالحليب، مشروبهم الرسمي ومشروبها الأثير بالصدفة، ترتديه النساء اسفل جلابيبهن لالتصاقه بأجسادهن السمراء العفية المائلة للامتلاء، فيبرز منحنياتهن الفخمة الشاهقة ورائحتهن الجميلة التي تحوي مزيجا من البخور والصابون المميز مع نظافتهن المعهودة ما يجعل لأجسادهن همسا شفيفا، ورغم أكمام الفستان القصيرة فإن طراوته ولونه الفاتح يحبس عنهن حرارة اللون الاسود، لون جلابيبهن،
ولكنه، الجلباب الخفيف، كان عليها أشبه بفستان يساير الموضة يسير محاذيا ومستسلما لخطوط جسدها الأنثوي الرهيف سعيدا برقتها اللدنة.
كانت قد نامت به وحيدا مستفردا بجسدها ولكنه غرق في عرقها، فقررت ان تغتسل هي وثوبها دفعة واحدة، وبالمرة تغسل روحها مما علق بها من حنين لسليم، من يدري لعل مياه النهر تبرد قلبها المحموم بحبه
(وصال،، زهرة الجنوب)
دينا عاصم