"كنت في دمشق، في مديح اللغة العربية وفي عشق اللهجة المصرية، فل سطين حرة🔻"
"الشاعر أحمد جاد: بشوفك سوريا قبل الحرب واشوفك غزة من غير ضرب"
كنت في سوريا 2010 ببداية حياتي "الأدبية" والإعلامية وتم عقد مسابقة أدبية في مهرجان "الاحتفاء باللغة العربية" وكان اختيار الفائزين على أساس شاعر وشاعرة من كل بلد عربي وشاء الله أن أفوز وأزور سوريا.
لم تكن بضعة أيام، بل كانت أياما من أجمل ما عشت، كان الاحتفاء بمصريتي هو أكثر ما لمسته منذ وصلت مطار دمشق حتى غادرتها
وبداية من سائق التاكسي إلى العاملين في أشهر مطعم دمشقي "بيت جابري" وصولا لرعاة المهرجان، حقيقي كان حبا من القلب وإعزازا لمصر وقوتها الناعمة في شخصي الضعيف الفقير إلى الله،
ولولا مصر ما حظيت بتلك المكانة في قلوب الناس هناك، ولم يكن التكريم لي ك دينا الشاعرة أو الأديبة، ولا لنصي الشعري الذي فاز ولكنه كان تكريما لمصر ولمصريتي، وللهجتي المصرية التي كانوا يصرون على الاستماع لها خلال حديثي حتى اضطررت أن أقدم نفسي على المسرح باللهجة المصرية رغم أن قصيدتي كانت بالفصحى، فلاقت كلمتي العامية تصفيقا حادا شعرت ساعتها أن التصفيق كان لتاريخ طويل من الفن والإبداع المصري الخالص الذي شكل وجدان الأمة العربية.
وبرغم أن المهرجان كان للاحتفاء باللغة العربية التي أعشقها أكثر من الألمانية "تخصصي" إلا أن عشق السوريين وجميع الجنسيات العربية المشاركة في المهرجان للهجة المصرية كان عارما، غامرا، هزني حرفيا وأجبرني أن أتأمل كثيرا في ذكاء وخفة ظل لهجتنا وعمومها وشموليتها ودقتها في التعبير عما يعجز عنه أي معجم عامية،
اللهجة المصرية التي كان الخليجيون وأهل المغرب العربي يستخدمونها للتواصل فيما بينهم نظرا لصعوبة اللهجتين الخليجية والمغربية،
تحية للغة العربية لغة القرآن في يومها،
وتحية للهجة المصرية بنت اللذينا بخفة دمها وطعامتها وجدعنتها.