الحكاية بدأت حين أنجبت "رفقا بنت بتوئيل" ولديها التوأم "العيصو ويعقوب" من زوجها نبى الله اسحق ومالت كثيراً نحو ابنها "يعقوب" والذى سمته بهذا الاسم لأنه ولد ماسكاً بعقب أخيه "العيصو"
ويالغرابة الأقدار حين يميل العيصو لأهل أبيه وخاصة عمه "اسماعيل" عليه السلام نبى الله ويتعلق قلبه بابنته رغم أن عمه إسماعيل يعيش فى الجزيرة العربية، وهكذا تزوج العيصو من "ابنة عمه اسماعيل" نبى الله.
وكان العيصو وسيما جميلا أبيض البشرة أصفر الشعر حتى أنهم سموا أبناءه "بنو الأصفر" ويقال إن من ذريته جاءت الروم كما ورد بالخبر.
وطلبت الأم رفقا من ابنها سيدنا يعقوب أن يذهب إلى لابان ويتزوج من إحدى بنات خاله
وبالفعل ذهب يعقوب إلى خاله ذلك الرجل اليهودى الماكر وكان لديه بنتان الكبرى "ليا" وهى فتاة غير جميلة والصغرى "راحيل" وكانت رائعة الجمال حتى قيل أنها ورثت الحسن من جدتها سارة وهى التى وقع سيدنا يعقوب فى غرامها.
وحين خفق قلبهما بالحب لبعضهما البعض رفض الخال تزويج الصغرى قبل الكبرى ولكنه لم يفصح وأضمر في نفسه مكيدة طمعاً فى ضرب أكثر من عصفور بحجر فاشترط عليه ان يعمل لديه 7 سنوات ليزوجه براحيل ولكنه في ليلة الزفاف أدخل الكبرى "ليا"على يعقوب بدلاً من أختها "راحيل".
وانكسر قلب يعقوب إلا أنه لم يستطع رفض ابنة خاله بعد أن أدخلها الأب خيمته فرضخ للزواج منها وإن ظل قلبه
عالقاً بأختها "راحيل" التى بادلته حباً بحب وكان هذا جائزاً فى شريعتهم فامتلأ قلبه حزناً.
ولمس الخال حب يعقوب لراحيل وتعلقهما ورغبتهما فى الزواج فاشترط عليه أن يعمل لديه 10سنوات أخرى ليزوجها له وقبل يعقوب الشرط رغبة منه فى تحقيق حلمه بالزواج من راحيل وتحمل الحبيبان عشرة سنوات فى تعفف وحياء وأمل فى الله أن يتحقق الحلم بعد عقد كامل.
وأنجبت ليا ستة من أسباط بنو إسرائيل
ومرت السنون حتى اجتمع شمل الحبيبين أخيراً وتزوجا وسكن القلب لإلفه واكتملت سعادة يعقوب وراحيل ولكن لفترة قصيرة للأسف.
فقد كانت راحيل رقيقة ضعيفة فلم تستطع أن تنجب له سريعاً فاهدته جارية اسمها "زلفى" انجب منها ولدين هما جاد وعشير فما كان من اختها ليا الا ان اهدته جاريتها "بلها" لينجب منها ولدين اخرين هما دان ونفتالي ليصبح ابناء يعقوب عشرة أسباط يتيهون بقوتهم وكثرتهم إلى جانبه ابنته الوحيدة "دينا" التي سبق وحدثتكم عنها.
وبعد عناء وصبر منّ الله على "راحيل" بالذرية لصبرها وببركة زوجها النبى يعقوب عليه السلام بولدين كأجمل ما يكون وهما "سيدنا يوسف" وبعده أنجبت أخاه بنيامين، ثم توفيت بعد مولد بنيامين مباشرة، فانفطر قلب يعقوب وصار يحب ولديه الصغيرين أيما حب، ولا غرابة فهما صغيران ويتيمان ماتت عنهما أمهما وهما بعد في سن صغيرة، كما إنهما جميلان وضيئان إلى جانب انه رأى في عيني يوسف ووجهه السماوي أمارات النبوة فقرر أن يشمله ويتعهده بالرعاية خاصة وان اخوته صاروا رجالا وقد شعر منهم بجفاء معاملتهم للصغيرين،
، ودرج الصغيران في رعاية خالتهما "ليا" وأبيهما يعقوب، حتى حدث بين الإخوة ما حدث ونزغ بينهم الشيطان وقرروا قتل الصغير يوسف لولا أن اخاهم الأكبر روبين استثقل قتل أخيه الصغير فأشار عليهم بإلقائه في البئر.
سلام على ابراهيم واسحق ويعقوب ويوسف في العالمين وسلام على المتقين وسلام وصلاة في الاولين والاخرين على حبيب القلب سيد الخلق اجمعين سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم
دينا عاصم
دينا سعيد عاصم
المراجع:
التوراة والانجيل
البداية والنهاية لابن كثير
قصص الانبياء للدكتور مصطفى عبدالواحد