"ملحوظة، هذه سيرة ذاتية حقيقية حكتها لي وأنا بعد طفلة صغيرة جدتي لأمي السيدة رئيفة "هانم" كامل أحمد جميلة جميلات حي شبرا العريق، التي أرفقت صورتها بالبوست، كما أكملت لي أمي السيدة "سهير عز الدين" ما استعصي على فهمي في طفولتي من تفاصيل حكايات الجدة.
تسربت حكايات جدتي وانا بعد.طفلة اجلس بجانبها للاستماع (الشيخة زبيدة) المرأة العجوز البيضاء التي كانت تزورنا كل جمعة في بيت جدتي لقراءة ما تيسر من آي الذكر وانا بجانبها لا اتحرك ولا يطرف لي جفن، اطرب لما لا افهمه، ثم توالت الحكاية مع امي حين كنا نشاهد سويا مسلسل "حديث الصباح والمساء" ،
حكت لي عن جدها الذي كان يشبه داوود باشا وسط أحفاد عائلته وأحفاده.
حكت لي انه يشبه جدها لأمها"السيد كامل أحمد" في أبهته وكرمه الحاتمي، كان ( السيد )لقبه وليس اسمه ولكنه لقب يسبق الاسم بحتمية وقاره وحالته المادية المتيسرة وأصوله التركية،
---------------------
ما إن بلغت رئيفة الرابعة عشر حتى انطلقت تستمتع بما وهبها ابوها وامها من حرية وانطلاق فعشقت السينما وارتادتها مع والدتها جليلة هانم لمشاهدة الافلام في اربعينيات القرن الماضي كما اعتادت الذهاب لصالة الباتيناج بالعباسية وكان قليل من المصريين هم زائروها فكان اغلبهم من الارمن واليهود وصفوة المجتمع المصري،( وفي هذه الصورة المرفقة بالبوست تقف جدتي مستعدة للذهاب لصالة الباتيناج)
واستعدت الأم جليلة هانم لزواجها كي تكتمل فرحتها بها، ولم تجد أفضل ولا أجمل من "محمد عز الدين" ابن أختها الذي هام حبا برئيفة منذ كان يراها تلعب مع أخويه الصغيرين "فؤاد وجمال" ببيتهما بشبرا وكانت رئيفة آنذاك في الرابعة عشر بينما كان عز الدين في السابعة عشر تلميذا مازال.
وارتاحت الأختان لفكرة المصاهرة وبرغم إعجاب رئيفة بعز الدين لوسامته وتعليمه العالي فقد كان طالبا بمدرسة الفنون التطبيقية ومدرسا للرسم بالمدرسة المحمدية الثانوية للبنين، كما كان فنانا رساما ونحاتا إلا انها خشيت ان تترك حي الظاهر وتعيش "بعيدا" عن أمها لتسكن "شبرا" حيث بيت زوج خالتها وحميها "حنفي أبوجبل" والد عز الدين.
ولم يفلح حبها لعز الدين ولا محاولات خالتها أم عز الدين ذات الشخصية الحادة من إقناعها بترك الظاهر والعيش في شبرا وهي المدللة التي لا تستطيع البعد عن حضن أمها.
ولم يشأ الأب "السيد كامل احمد" أن يتدخل تاركا الأمر للأختين يحلا المشكلة وبالفعل استطاعت الأم بعد جهد ان تقنع رئيفة أن الأمر لن يتطلب إلا "دقائق" لتصل إلى الظاهر وتستطيع ان تذهب في اي وقت شاءت وتعهد عز الدين لرئيفة أن لا يمنعها أبدا من زيارة خالته أو "اللعب" كيفما شاءت وفي أي وقت كما تعهد بجلب الخدم ليساعدوها في جميع أعمال المنزل وتربية الأطفال على عكس أختيه الطيبتين "إنصاف ومحاسن" الجميلتين بفعل عروق مصرية جميلة شابت ملامحهما وبياض بشرتهما المنتمي لأصول تركية.
يتبع