الحقيقة اني طول عمري احب السينما ربما قبل ان اتعلم الكلام، ويقول بابا وماما اني تكلمت كلمات وجملا واضحة في سن مبكرة جدا قبل ان اتم عامي الاول، لذا فقد احببت السينما مع البيبيرون غالبا،
اتذكر ان جدتي كانت تحملني وتجلسني على (كنبة) مودرن بدون ظهر وتسند ظهري للحائط وتعطيني كوب شاي بلبن ارفعه على (بوق واحد) كالرضعة وانا اشاهد التليفزيون وهذا معناه اني كنت دون الثالثة بالفعل،
واغرق تماما فيما اشاهده لا اتحرك من مكاني يمر علي برامج وافلام ومسلسلات وكارتون وانا اتلقى كل هذا برضا تام
وحينما كبرت قليلا انتقل مكاني إلى (رجل) بابا فكان يجلسني على رجله واظل اطرح الاسئلة وهو يرد على اسئلتي بصبر ايوب وسط تذمر اخي من كثرة اسئلتي
وحين كبرت انتقلت لكرسي في السينما حيث يرى الناس الفيلم بشكل وأراه انا بشكل اخر فأضحك في مشهد مأساوي على كلمة لم ينتبه لها احد وسط سكوت السينما وتاثرها، وابكي في اغنية ضاحكة زي مثلا اغنية شيكا بيكا للرائعة سعاد حسني والتي تبكيني حين تقول (انا ضاع مني كمان حاجة كبيرة اكبر من اني اجيب لها سيرة)
وابكي على موال شفيق جلال حين ترقص سعاد في فيلم خلي بالك من زوزو في بيت حبيبها، ويشدو شفيق قائلا ابكي يا عين على اللي.....
كما ترسخت في اعماقي مشاهد لا تنسى لأفلام لا يعرفها احد او يعرفونها بطريقتهم،
ومنها فيلم اسمه (رحلة النسيان) فيلم رومانسي لكتي احسب ان به روح اكتوبر، لا يعرفه الا القليل من الناس وفيه تحب نجلاء فتحي شابا وتتزوجه ويذهب للحرب وتعتقد انه استشهد وتعيش على ذكراه سنين طوال حتى اذا ما التقت شخصا اخر وتستعد للزواج به يعود الحبيب والزوج الغائب لتقوم نجلاء بمشهد اعتقد انه يعادل تاريخها كله وهي تضحك وتبكي بتفس المشهد تضحك لمعرفة ان زوجها حي وتبكي حين تتذكر المسكين الذي احبته وهي انسانة في طبعها الوفاء اصلا ،
وتظل تتمزق.بين الضحك والبكاء وانا معها وقد توحدت بها.في مشهد مذهل حقا!
كما يبكيني منذ بداية الفيلم الموسيقى التصويرية التي لا تغيب عن مخيلتي ابدا واشغلها كثيرا اثناء عملي، مثلها مثل موسيقى فيلم حتى اخر العمر، موسيقى تقول الكثير لصاحب النصيب،، !
وربما ارتبطت افلام اكتوبر بالذات بموسيقى الافلام والأغاني فصرت استمع لأكتوبر ولا اعيشه،
وانا اذا ما اعجبني فيلما فإني لا امل من مشاهدته مرات ومرات حتى انني احفظ الحوار، بل واستخرج منه روائع (في وجهة نظري) قلما يلتفت لها احد،
وهناك فيلم اسمه شوكولا لجولييت بينوش وجوني ديب،،
الحقيقة هذا الفيلم رومانسي اجتماعي قديم غالبا من سنة ٢٠٠٠ وهو فيلم لا تراه وانما تتذوقه روحك وتستطعمه،، انصح به كثيرا لانه سيضيف لإنسانيتك الكثير ،
فيلم سأعود له ببوست كامل يتحدث عنه لأنه فيلم يثير فيك.كل ما هو جميل حتى الرغبات الانسانية يثيرها بشكل راقي انساني يملؤك بنشوة وقبول لكل ما هو غير منطقي،
فيلم ليس له مثيل في نفاذه لروحك وقلبك، وربما ينقذ الكثيرين من عتمة غلظتهم وفظاظة ارواحهم، وربما ينقذ اخرين من دوامة حياة جافة لا يعيشونها ويؤجلون الاستمتاع بها في لهاثهم اليومي، ينقذهم قبل ان يستيقظوا يوما ليجدوا خلفهم عمرا ضائعا على اللاشيء ينظرون له بمرارة لن يمحوها سوى(شوكولا)
فاذا ما صادفت هذا الفيلم فلتشاهده مع حبيب !
دينا عاصم