دندنات في أدب العلاقات الإنسانية،
الف باء العلاقات الانسانية الوضوح، وضوح الغرض - وضوح الكلام - وضوح التصرفات، ولعل افضل ما تهديه للناس من حولك صديقا كنت أو حبيبا أو أيا كان نوع العلاقة هو الوضوح، وضوح موقفك منهم، مشاعرك، نواياك، خططك أي شيء يتعلق بهم،
المهم. كانت زميلتي في مكان ما إلا أن صداقتنا امتدت، آمنت بي إيمانا مطلقا بلا سبب واضح، منذ يومين طلبت لقائي. قالت إنها ستحكي لي شيئًا ربما أكتب عنه لفرط جنونه وغرابته،
قلت لها: لم تعد العلاقات الغريبة تدهشني ولكن هاتِ لنرى،
كنت أعرف أنها مرتبطة بشاب لسنوات طوال، نستطيع ان نقول إنه التقطها طفلة في الثانوي ورباها على يديه، وشكّلها كيفما أراد، وقرب انتهاء ترتيبات خطبتهما بدأ يختفي دونما سبب،
ولم يمض شهران حتى فوجئت بصور خطوبته، وهو عمل لها (hide) وعرفَت من زملائها بالعمل أن فلانا "حبيبها" خطب !
عندما جاءت لي، أرادت فقط أن تلقي بدموعها وسؤالها في حِجري، ووقف السؤال في حلقها مرّا يأكلها ويسد نفسها عن كل شيء.
قالت: لماذا، لماذا لم يصارحني، لماذا لم يواجهني بتغير مشاعره، لا عيب في هذ، ولكن لماذا لماذا؟ لماذا عليه أن يكون بتلك الخسة؟
قلت لها إن لي قصة مشابهة، ولكن مع صديقة وليكن اسمها (ف) قابلتها في الثانوي واستمرت صداقتنا حتى تمت خطبتي.
كنت أخبرها بكل نفس أتنفسه وأصررت إصرارا أن تاتي لزيارتي في أوقات يكون فيها (خطيبي ساعتها) موجودًا حتى تتعرف عليه ونصير ثلاثة اصدقاء،
وأصررت أيضا أن ترى فستان خطوبتي قبل أن أرتديه ورأت كتالوج الأثاث الذي انتقت منه (جدتي) أثاث بيتي كله،
بعدها بشهور اختفت، بحثت عنها، اتصلت بها مرارا لم تكن ترد، اتصلت بوالدتها كثيرًا فلم ترد وبدأ القلق يقتلني،
وأخيرًا ردت والدتها، قالت لي بحرج شديد إنها تزوجت وتقضي شهر العسل الآن مع زوجها، !
تزوجت بشاب كانت تبثني كراهيتها له ورفضها النعامل معه وكيف أنه كان زميلا ثقيلا غتيتا وكم قضينا الوقت أنصحها أن تتقبل الزملاء على علاتهم وأنه ربما معجب بها ولا يستطيع التعبير
فكانت تنفي بشدة وتقسم أنه لو كان آخر رجل بالعالم مستحيل أن تقبل، وأنه ثقيل الظل رغم أني كنت أراه وسيما لطيفا فيركبها مئة عفريت لرأيي هذا وتتهمني بالعبط وبأني لا أفهم بالرجاله!
عندها حق طبعا(ولا بالستات وحياتك يا " ف ")
المهم من صديقة مشتركة فهمت أنها رفضت رفضا باتا أن يراني خطيبها، أو تجمعنا أية مناسبة حتى لو كان "فرحها" رغم اني كنت مخطوبة "يعني مش هاحسدها مثلا !
المهم
هل أستطيع ان أخبركم عن حزني وصدمتي؟ لقد كنت أحلم باليوم الذي أراها فيه بفستان الزفاف مثلي، آه والله.
هل أحكي لكم عن السؤال الذي ألقيته في حجر جدتي وأنا أبكي صديقة طفولتي ومراهقتي ومبدأ صباي،
لماذا لماذا،، تنهدت يومها جدتي وقالت، (نفوس يابنتي لا نعلم ماذا تخبىء، إحمدي ربك وكفى،،)
حمدته ولم أعد أهتم بال "لماذا،،، "
صحيح أنه من ساعتها لم يتكرر معي هذا المشهد بفضل الله ولكنني وطنت نفسي على أن أفسح المجال لمن يريد الابتعاد إذا أراد،
ولا أسأله أبدا لماذا، طالما لم يقل من نفسه فهي (نفوس لا نعلم ماذا تخبىء)،
المهم أنه بعد عودة (ف) من (شهر العسل) زارتني ومعها صور الزفاف، كان إحساسي عجيبا، وهي، كانت تخفي عني عينين دامعتين لما رأته من برودي معها،
فلقد عاملتها كشخص أراه لأول مرة، غريب عني، وحتى الصور التي حلمت أن أراها وفستان زفافها الذي صممته لها بنفسي فنقلته بالحرف،
كل هذا.
لكأني أشاهد صورًا لغرباء، فقد انمحت تماما من "ذاكرة قلبي" كصديقة،،!
طيب خدوا دي كمان
بناتي " لينة ولي لي" تعرفتا على بنت زميلة لهما، البنت كانت تتعرض للتنمر من جميع الأطفال ولا يدافع عنها إلا لينة وشجعتها على ذلك وطلبت منها أن تصر على ألا تلعب مع أصحابها إلا إذا قبلوا بهذه البنت لتلعب معهم لأنهم كانوا يرفضون،
وبالفعل صارت لينة ولي لي هما المدافع الوحيد عن البنت وصارت صديقة لهما بوقت قياسي جدا،
واتصلت بي والدتها لتشكرني على موقف البنات، حتى فوجئوا بها تبتعد عنهم فجأة بدون مبررات،
بل وتقيم حفلة عيد ميلادها وتعزم (الجميع) إلا لينة ولي لي وسط ذهول البنتين، اللتين أعدتا العدة والهدايا لها والطاقم الذي ستذهبان به للحفل قبلها بأسبوعين.
كان على لسانهما كلمة واحدة (ليه يا ماما، ليه ليه، إحنا عملنا ايه، ده حتى يوم عيد ميلادنا كانت معنا من أول اليوم)قلت لهما بهدوء (نفوس يا ابنتاي،، لا ندري ماذا تخبىء، ، إحمدوا ربنا،)
لكن يا ماما،،، (مالكنش) ولا حتى تلتفتوا وراءكم وإذا قابلتوها عاملوها بكل ود وحب، لقد كانت أمينة مع نفسها ورحلت سريعا، والله أعلم بظروفها.
لا أنكر اني ظللت يومين أتأمل قبل أن أكتب لكم، فقد تكون (تكوني) متذبذب المشاعر وساعتها يجب عليك فعلا الابتعاد وسريعا قدر المستطاع،، لكن عليك أن تبتعد بأدب ولا تكن نذلا.
إن أية علاقة إنسانية نبنيها ب ود صافي وببراءة شديدة ونستنزف بها وقتنا، فإذا أراد طرف الابتعاد فلا إثم عليه ولا بأس إطلاقا، فالأصل في العلاقات الحرية وليس الإجبار
ولا تأتي المودة بسيف الحياء، بالعكس يُشكر المبتعد على صدقه مع نفسه ومع الآخرين، ولكن ليكن واضحا وسريعا يبدي قراره بحسم ووضوح، يقول ببساطة (سأغادر لأني... أو سأغادر ولي أسبابي الخاصة) لا يختفي هكذا وحسب.
لماذا نفقد الصديق أو الحبيب أو أيا كانت العلاقة وفي الوقت ذاته نفقد احترامنا له، ألا يكفي خسارته كإنسان وهي (خسارة رائعة) إذ أن بعض الخسارات مكسب كبير.
ما هذا الغباء الذي ينتابه وهو يرحل مباغِتا مشوّشا راكلا بقدمه كل شيء، كالأعمى يتخبطه التسرع ويدهس كل ما في طريقه من احترام لنفسه ومبعثرا كرامته ومكانته لدينا.
لماذ يصر على تلك الدناءة، يعني لا يكفيه تخبطه العاطفي حتى يجمع به غباءه ! (إن من يرحل بأدب ورقي مبديا أسبابه، نظل نحبه ونتمنى عودته لاخر العمر ولو عاد بعد.مئة عام يجد قلوبا على حالها من الحب والاحترام! وإذا لم يعد، يظل عاليا عزيزا في عيون الناس لا يسقطونه من نظرهم)
لذا، متبقاش(متبقيش) متردد ونذل، يكفيك إحداهما، واجه بالأسباب مهما كانت مؤلمة أو واهية،
فالأشد إيلاما أن ترحل (بغباوة)قلها صريحة ببساطة،، لن أكمل أو قلها وقل أحتفظ بالسبب لنفسي.،
إذ لا أحد يستحق أن نقتله بالأسئلة التي تحتاج إجابة قاطعة لكي يكمل حياته في أمان، دون خوف ورعب من تكرار الألم و(القلم)
(حدث بالفعل و بحذافيرها)