مرحلة جديدة من الصراع يشهدها الشرق الأوسط وهي مرحلة الحرب بالاغتيالات والتي ربما تأتي كنوع من التمهيد لتحركات عسكرية أكبر يتدخل فيها شرطي العالم الولايات المتحدة.
ووسط صمت مريب من إيران على اغتيال إسماعيل هنية على أراضيها بل وفي قلب العاصمة طهران وفي غمرة الاحتفال بتنصيب الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان بعد مقتل سلفه الغامض بسقوط مروحيته يوحي الوضع بانكشاف ظهر الاستخبارات الإيرانية واختراقها بشكل لا لبس فيه.
ويقول محللون إن إيران دخلت مرحلة صبر استراتيجي بغرض إدخال إسرائيل في وضعية الاستعداد طوال الوقت بشكل ينهك قواهم الداخلية ويكبد اقتصادها الملايين بشكل يومي الأمر الذي سيليه نوع من الارتخاء قبل أن ترد إيران ردها الحتمي على الأقل لحفظ ماء الوجه وسط تحذيرات فرنسية وأمريكية بل وروسية من مغبة التصعيد والردة الانتقامية.
مسعود بزشكيان الرئيس الإيراني رفض تحذير الرئيس الفرنسي في مكالمة هاتفية هي الأحدث ضمن سلسلة من النشاط الدبلوماسي للتخفيف من ردة فعل إيران، وقال بزشكيان إن على الولايات المتحدة وأوروبا عليهما حثّ إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار في غزة؛ لتقليل التوترات في الشرق الأوسط.
وأما في الداخل الإسرائيلي فإن حكومة الاحتلال بدأت بالفعل في توجيه البلديات بوضع إجراءات وبرامج توعية للمدنيين حال حدوث هجوم مباغت كما تم بناء مستشفى واسع تجحت الأرض في مدينة حيفا المدينة الأقرب للجنوب اللبناني الذي يسيطر عليه حزب الله الذي مازال يتوجع من اغتيال فؤاد شكر أشهر قادة الحزب.
ونشرت إسرائيل مزيدا من منظومات الدفاع الجوي، ورفعت حالة تأهب قواتها لأقصى درجاتها إذ من المتوقع أن تكون المواجهة صاروخية باليستية باستخدام المسيرات رغم ضعف الصواريخ الإيرانية أمام المنظومة الدفاعية الجوية لقوات الاحتلال.
من ناحية أخرى فإن توجيه المشهد العالمي نحو إيران لا يصب بالتأكيد في صالح القضية الفلسطينية ويتيح لحكومة نتنياهو التنصل من ضغوط وقف إطلاق النار والاستمرار في حرب الإبادة على غزة ويدلل على ذلك تصريحات نتنياهو التي قال فيها إنه يواجه محورا إيرانيا كاملا مكونا من الحوثيين وحزب الله والحشد الشعبي بالعراق إلى جانب إيران مؤكدا مقولة إذا كنت تريد السلام.. فعليك الاستعداد للحرب.