رحلة النسيان....مراتي نساية.. انت يابت حمارة؟...عقلي الحلزوني..سيدنا الحسين ناداني..يؤتى المرء من مكمنه...
فيلم قديم اسمه رحلة النسيان..بطولة نجلاء فتحي ومحمود ياسين.فيلم جميل ومليء بالمشاعر و مؤلم جدا..ويعتبر علامة بارزة في تاريخ الأفلام الرومانسية في سبعينيات القرن الماضي...فيلم اكتشاف فعلا..لأنه يمس جزءا عميقا في قلبي وعقلي...جزء اسمه نعمة النسيان..
منذ صغري وأنا أعاني من هذا الطبع والذي يعتبره أصدقائي ابتلاءا لهم يصبرون عليه إكراما للعشرة والعيش والملح إلا أنني بنظرة جديدة اكتشفت أنها نعمة...نعم النسيان نعمة كبيرة... هذه الخصلة التي تتيح لي أن أسقط رغما عني الكثير من التفاصيل طلبا لراحة البال وقد يسقط مع التفاصيل المؤلمة تفاصيل أخرى عادية أعتبرها خسائر واجبة أمام نعمة نسيان الكثير مما يؤلمني....
النسيان حيلة قديمة لجأ لها عقلي الباطن الله يكرمه لكي يحافظ لي على قدر من الخيال والواقع المواز الهانىء يساعدني أن أتعايش مع الكثير...
من اسبوعين نزلت من البيت مثقلة بذكريات مريرة جدا عن الايام الاخيرة قبل رحيل بابا وماما.
ساقتني سيارتي لسيدنا الحسين....كان الجو غريبا...لا يوجد غيري انا وسيارة شرطة يجلس حولها ضباط وعساكر...
جلست على (دكة) رخامية في مواجهة المسجد وحط الحمام حولي على الأرض في كل مكان، وامتلا الجو بالنسيم البارد رغم كانت الساعة ٢ ظهرا تقريبا...
جلست انظر الجامع وهدوء شديد يلف المكان على غير المعتاد، والحمام يهدل بجانبي وسألت الله ان انسى ذكريات مريرة...وفعلا قمت ناسية كل شيء وسعيدة جدا....
شيء لله يا حبيبي يا ولي النعم ورئيس الديوان ويا سبط الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
طبعا بالنسبة لمن يتعرف علي للمرة الأولى يكون الوضع غريبا فهو غير متأكد تماما إن كنت نسيت فعلا ما اتفقنا عليه مثلا أم أتناسى ..
هناك مونولوج شهير لاسماعيل ياسين يمثلني بقوة الحقيقة ....يقول فيه "مراتي نساية ذاكرتها ضعيفة للغاية مش فاكرة أنها عايشة معايا مراتي نسّاية ..فكروها فكروها فكروها".
وقد أثير في كثير من الأحيان عصبية أصدقائي حين أترجم أي جملة بشكل ظاهري بسيط في حين يرون هم أن تلك الجملة ذات أبعاد أكثر خبثا ولؤما فتنهرني نشوة صديقتي قائلة بنفاد صبر"انتي يا بت انتي حمارة هافضل افهم فيكي لحد امتى"
وبالطبع لا أغضب منها لأنها تنعتني بالحمارة لأني الحقيقة ..أكرمكم الله...أحب الحمير جدا...وأجد فيهم حكمة وصبرا وفهما عميقا لكل ما يدور حولهم...فهم مشوب بلا مبالاة لما يعتقد الآخرون .
والحقيقة أني حاولت كثيرا مقاومة النسيان بقراءة صفحة من القرآن الكريم يوميا والموضوع بالفعل أحدث تحسنا ملحوظا .
قد أتشاجر مع شخص، وقد يكون قريبا لقلبي وفي اليوم التالي أنسى تماما سبب الشجار وقد أنسى أني تشاجرت من الأصل بلا مبالغة..
وإذا حاول أن يذكرني اتعب..اتعب بجد واشعر باجهاد
فأنا حين أنسى لشخص ما أغضبني منه فهذا يعني أني أعطيته الأمان، وبرغم أن إعطاء الأمان بشكل كامل لشخص هو موضوع فيه مخاطرة إذ تقول الحكمة "يؤتى المرء من مأمنه " أي لن يستطيع أن ينال منك إلا هذا الجانب الذي أعطيته الأمان ...لكني حين أحب اعطي الأمان كاملا ورزقي على الله.
بالطبع تداهمني من وقت للتاني نوبات تذكر عارمة تؤلب علي ذكريات حلوة ومرة والغريب أنني سواء في الحلو أوالمر أتألم لتذكرها...
يارب..الآن أريد أن أعيش كما قالت الست فيروز في أغنيتها الجميلة اعطني الناي....خاصة بعد الكورونا.. اريد ان احيا مع من احب في امان الله فقط ...هذه غاية مرادي...احيا مع الأحباب زاهدا فيما سيأتي ناسيا ما قد مضى.
والحقيقة أن حالتي هذه تذكرني بأغنية رائعة لإديث بياف أو (أم كلثوم فرنسا الرائعة)..
الأغنية اسمها "لا أندم أبدا" الاغنية تقول نسيت كل شيء لا ابالي بالماضي وأشعلت النار في ذكرياتي ورحل الجميع مع ترددهم ..رحلوا للأبد وها انا أبدأ من جديد..
وتستمر الست إديث في اقرارها أنها لا تندم ابدا لتنهي الاغنية العظيمة قائلة لحبيبها (كل من اساؤوا لي ومن أحسنوا لي أصبحوا سيان عندي لأن حياتي وأفراحي تبدأ الآن معك)..
الأغنية بموسيقاها غير عادية....اسمعوها وادعوا لي بجد..وتذكروني أو انسوني سيان عندي..الأهم أن تعيشوا بعيدا عن المرارات التي عذبتكم وابحثوا عن الحب وابدأوا معه حياة جديدة زي الست إديث بياف..الفيديو يبدأ بحوار إنساني قصير للمغنية العجوز ذات القلب الطازج ثم تبدأ الأغنية وسط بكاء شديد من المشاهدين.
بونجور لحبايبي🌹