حين تتعطل سيارتي عادة ما استخدم اوبر او وسائل مواصلات مع اوبر، وهو ميكس يخفف من وطاة ارهاق المواصلات وفداحة الاوبر،
وللحق أجدها طريقة مثالية لذكر الله فأنت إما تحتسب وإما تحوقل"تقول لا حول ولا قوة إلا بالله" وإما تحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به غيرك..وهو فرصة ذهبية للتأمل والصبر..يوجا من نوع خاص..فأنت تلتزم بوجه خال من التعبيرات ..على طريقة "إعمل نفسك ميت" ..لا تجادل...التزم بالقطيع..لا تنفعل فكلنا في الهم سواسية....
متجادلش السائق...السائق دوما على حق..اي سائق، الزم الخرس مهما حاول اشراكك في عذاباته ومغامراته غير المنطقية ومهما اقسم لك ان اليابانيين عيونهم ضاقت بسبب (الكونبلة الذرية) خليك ذكي ومتردش.
وحين تحتاج السيارة لاكثر من يومين تصليح ونكون في اخر الشهر وليست لدي رفاهية الاوبر فإنني أجرب المترو وهو الوسيلة الأكثر ضمانا في الشتاء ولا سيما عربة السيدات التي تمتلىء بالوجوه المتعبة برغم الماكياج الثقيل الذي يغير خريطة وجه الفتاة المصرية بشكل مؤلم"معظمهن وليس جميعهن"..
وذات مرة أليمة قررت ان أركب الميكروباص وبالمناسبة هو وسيلة سريعة للوصول إلى مبتغاك أو إلى نهاية العمر...أنت ونصيبك.
جلست بجانب السائق ودفعت مكان تذكرتين حتى أجلس بدون تضييق، كما نصحتني زميلة.
ها أنا أحاول تأمل الطريق ولكن السائق سامحه الله..قرر أن يسمعني تلك الأغاني الصاخبة "مهرجانات" أو ربما كان خارجا من حالة حب فاشلة إذ أسمعني بعدها مضطرة مغصوبة اغنية "أنا باتقطع من جوايا" وبالفعل كنت باتقطع من جوايا،
نظرت للسائق بجانب عيني فإذا به مراهق وهو يعيش خليطا من المشاعر المتضاربة التي انفجرت في وجوه الركاب، وهو ما اضطرني في منتصف الطريق للاستماع لحديثه مع حبيبته أو خطيبته، ماذا أكلت ولماذا لم تركب التوكتوك لزيارة خالتها وفضلت المشي بالعباءة "السمره" التي لا تعجبه لأنها ضيقة من ناحية الخصر..!
(ولولت في سري) ياختاااي على وقعتك البيضا يا دينا
طبعا لو كنت حضرتك من الموظفات أو العاملات عموما وأردت أن تركبي وسائل المواصلات فلا اخفيك سرا اذ ان هناك زيا يجب أن تلتزمي به غير الزي الذي تلبسينه وأنت تقودين سيارتك مثلا، فأولا لا بد وأن تكوني متخفية تماما، ترتدي ملابس تنكرية لا تثبت أنك بنت او ولد، ملابس حيادية، يعني بنطلون وبلوزة وجاكيت،
اياك ان ترتدي فستانا أو جيب وبلوزة، حضرتك لو ارتديت فستان وركبت وسائل مواصلات فلا تلومي إلا نفسك، فلوسائل المواصلات آداب يجب الالتزام بها..
ثاني يوم قررت بالصدفة أن اكرر التجربة الثرية بنت اللذينا تلك و استخدم الميكروباص،
وهوووب قمت بارتداء الملابس التنكرية بنطلون وبلوزة وجاكيت واسع "الحمدلله الواسع موضة".
ركبت الباص ولكن للأسف هذه المرة كان الكرسي بجانب السائق مشغولا فركبت في مقعد خلف السائق
الذي اعتذر لي بأدب قائلا (معلش يا ابله هنتعبك معانا في لم الأجرة)
طبعا هو لا يعرف اني امية في الحساب طول عمري ولكني رديت بثقة احسد نفسي عليها (اوكيه يا كابتن) رمقني الرجل في مرآته بحذر، فاستغربت لاني لم اقل ما يثير ريبته انما ياللا هو بالتاكيد له نظرة في زبائنه وربما خمن اني (نزلت طبقة جديد) كما هو متعارف اليومين دول،
المهم، جلست بجانبي فتاة شيك ترتدي نفس الملابس التنكرية فتنفست الصعداء، الحمدلله بجانبي بنت، زميلة الكفاح، بدأ السائق يطلب الحساب فأخرجت ورقة بمائتي جنيه لأن الأوبر أخذ كل ما معي من "فكة" ورفض السائق قائلا لي إنه ليس معه هذا المبلغ فكة.
أصلا كنا آخر الشهر ولم أجرؤ على سؤال أي راكب لو كان معه فكة مائتين جنيه حتى لا أتعرض للسخرية أو يناولني أحدهم "بونية" تجعل النجوم تتراقص حولي مثل توم وجيري.
أسقط في يدي وفتحت شنطتي وبدأت أدعو الله أن أجد فكة 8 جنيهات.
أخذت ابحث في المحفظة وجيب الشنطة وجيب البنطلون وجيب الجاكت.
وجدت ستة جنيهات هنا وهناك ..يافرج الله..ناقص اتنين جنيه...يارب سترك..أخذت ابحث فلم أجد فما كان من الفتاة بجانبي إلا أن أخرجت من جيب جاكتتها جنيهين اثنين وأخذت مني المبلغ وأعطته للسائق.
ابتسمت لها معتذرة وقلت لها متشكرة فأخرجت من الجيب الآخر "بسكويت" وأصرت أن أتقاسمه معها..هنا تأثرت وشعرت أني بالغت في التنكر.
وكدت اقول لها أنا بنت ناس والله ومعي فلوس وفطرت في بيتنا بس عربيتي عطلت واحنا اخر الشهر، لكنها نظرت للجاكت الذي أرتديه وأشارت قائلة زارا؟
أنا(بضحك): ..ستراديفاريوس يا ابله
هي: فرع إيه؟
أنا: مدينة نصر"مخصوص للميكروباص لعلمك"
هي قالت: "مشيرة للجاكيت خاصتها"فيرومودا" جبته في السيل عشان الميكروباص برضه :)
حدث بالفعل
دينا عاصم