ادلين: لقد كان على حق إذن حين شعر الوغد بالغيرة منه، إنه يغار من وطنيته،
اوه حقا عزيزتي، راس المال بلا شرف ولا توجه سياسي، ولا وطن بالمناسبة
وصال: لذلك كان صدامهما عنيفا، كريم بوطنيته المريرة وسخطه على ما آلت إليه الأمور، وسليم برغبته في ان يستقر الوضع على اية حال، وبالفعل كما يقول كريم الدائرة بقطبيها ضاقت واطبقت على انفاس الوطن
مادلين: تبا لهذا الكريم انه يستدعي (ايرلنديتي) بكلماته يذكرني بثوار ايرلندا الحرة، مثل والدي، رجل يستدعي جمالياتك غصبا عنك، عكس سليم
وصال: نعم، وكان سليم على حق حين غار منه، لكنه كعادة غالبية الرجال، لا يستشعرون الخطر إلا بعد انفلات السهم، كريم يشبهني كثيرا يا مادلين، خذلوه في موضع ثقة بل قولي مواضع، رجل أخطأ الجميع قراءته، لم يحسن إليه أحد،
مادلين: وها أنت تحسنين قراءته ،أليس كذلك
وصال: اظن ذلك، لكني مازلت أتحسس طريقي، أنا شخصيا أجهل ما أخوضه معه، كأني انسلخت من روحي وصرت أخرى تراقبني وتندهش لما اعتراني من تغيير، بيننا انسجام غريب رغم اختلافات واضحة!
أطيعه وأستمع لرأيه بثقة طفلة بأبيها، أنا التي أتحسس مسدسي كلما اقترب مني رجل، إن الرعب كله أني للمرة الأولى أفقد كل مقاومتي أمامه هل تعلمين معنى أن أفقد مقاومتي؟؟ هذا غريب، غريب جدا علي
مادلين: قلت إنه سافر في رحلة عمل لأمريكا اللاتينية، واخبرك وهو في المطار؟
وصال: نعم، وتعرفين، دعيني أصدقك القول مادلين، فقد وقع غيابه في قلبي فزلزله وها أنا أشعر ببرودة غير معتادة في أيامي، تعلمين أنني أخشى الاعتياد، أتعلق بالأشياء والأماكن، فما بالك به وهو ماهر في حضوره الأخاذ
مادلين: أعتقد أنه تعمد أن يجعلك تعتادين عليه، فاحذري
وصال: كلا مادلين، هو بالفعل شخص يعتمد عليه كما أنه يشع حنانا رجوليا مميزا مغلفا برصانة تلتهم ما تبقى من أعصابي، وجوده بقربي يضغط علي كثيرا، كدائرة كهربية تتصل بخلايا جسدي وقلبي .. وعلى كل، هل يجدي الحذر !
مادلين: هل ذكرت الكهرباء؟ اذن لقد اشتعلت اخيرا، فماذا تنتظرين، هذا اول رجل يوقظ انوثتك ويستدعيها، افلح الرجل فيما لم يستطعه الآخرون، واكرر ماذا تنتظرين،
وصال: لا انتظر شيئا، اشعر كأن شخصا اخر نبت بين اضلعي يتغذى من دمي وأعصابي ونبضات قلبي، له ما ليس لغيره ولن يكون يا مادلين
مادلين: يا يسوع !
دينا عاصم
من روايتي (وصال،، زهرة الجنوب