اتفقا أن يكون اللقاء الأول هناك عند جده.. (الإمام)...شعرت بالارتياح سيشهد الإمام عليهما..ستراه للمرة الأولى في حضرة ولي النعم...كم تحبه سيدنا الحسين...يملأ قلبها حبه كأن زمانًا ما جمعهما....أو ربما حلم...هي متأكدة أنه يعرفها وتعرفه....حينما تثقل الهموم تتوجه فورًا ودون تفكير لضريحه.. الإمام...تجلس صامتة هناك...تعرف أنه يعرف كل شيء، لذا كانت سعادتها طاغية حين وافقها على الذهاب، كأنها ارادت أن تشهده على حبهما الغريب المفاحىء الذي باغتهما على حين غرة..
تقول له في سرها..انظر يا سيدي الإمام، ها أنت تحبني كما أحببتك...لا بد أنك تحبني إذ وضعت حفيدك في طريقي، يالفرحتي الطاغية أمن نسل الأشراف أحبته؟؟
لا تدري متى ولا كيف وضعته الأقدار في طريقها، كيف اخترق حجاب قلبها المحصن، نظرة واحدة من عينين عسليتين هدمت صرح،هي التي كانت قلعة محصنة ضد الحب، لم تحب سواه "الإمام" قلبها يجيش بحبه هو فقط، يااه يا سيدنا هل لفرط حبي لك أحببت حفيدك...؟! هل هذه هديتك التي لطالما انتظرتها..!
في الطريق بحثت يمناه عن كفها المرتعش، قبض عليه كي يسكن بينما باليد الاخرى أمسك بمقود السيارة...لا تدري لما صدحت وردة فجأة من راديو السيارة(حنين حنين حنين أنا دايبة فيك حنين)
كان جسدها كله يرتعش وقد ثبتت عينيها نحو الأمام بينما تلقي بطرفها نحوه من حين لآخر.
كان هادئا رقيقا مبتسما، صمته غامض ومريح، ملأ رائحة عطره السيارة تلفها شخصيا بغيمة حب، حين أّسر لها أنه من نسل الإمام وأنه لا يحب أن يعرف أحد، ولكن هي بالذات كأنما أمر بأن يخبرها.
حين أخبرها وجمت..تدافعت دقات قلبها وتعلقت عيناها به، لم تدر ما يجب أن تقوله..
حين وصلت للضريح وضعت شالا بني اللون غطت به شعرها المنسدل وكتفيها، وقفا معا، فوجئت به يهديها سبحة زرقاء، عيناه تلمعان بنور تعرفه، كأنها...كأنها رأته قبلا، بل هي أكيدة ولكن أين؟! وكيف علم بحبها للحبات الزرقاء، هذا اللون بالذات لا يعرف بحبها له إلا سيدنا، كيف؟؟
سألها وهي في غمرة ذهولها،هل تقبلين بي زوجًا، أغمضت عينيها وابتسمت برأس تترنح قائلة، مدد مدد يا سيدنا الحسين