احتضنتها طويلا قبل أن انظر في عينيها.. مطفئتين على غير العادة..كنت أحبها لعينيها الضاحكتين.
كلما قابلتها تفتح ذراعيها لتعانقني بود شديد فتفيض أمومتي على تلك الصغيرة.
لم أتخيل للحظة أنني ساخذها بين ذراعي تلك المرة لأعزيها في وفاة والدها.
كانت تهمس "وعدني انه سيصلح لي كل شيء، البيت والسيارة كما أنه سيصلح علاقته ب ماما ليعودا لبعضهما.. وكيف لا وهي حب العمر.."
و..بالفعل قام بإصلاح كل شيء، البيت، السيارة وحتى مقابر العائلة رممها وجددها.ولم يتبق إلا أن يتصالح مع حبيبة عمره ..
وعد صغيرته بأنه سوف يفعل قريبا..قريبا جدا.
في الصباح، جهزت الصغيرة كل شيء وذهبت لتوقظه.. لم يستيقظ.!
طوال الطريق للمسجد المقام فيه العزاء وأنا أتساءل..
لماذا لماذا نتعجل الشقاء، ونتكاسل عن كل ما يسعدنا، لماذا ننسى أننا سنعيش مرة واحدة لا تكرار لها.
تذكرت كل هذا وانا أنظر لعينيها وقلبي ملتاع على تلك الصغيرة،
و أردد في سري مقولة الراحل عبدالوهاب مطاوع
(آه ما أغبانا حين نعتقد أن في العمر متسعا !)
حدث بالفعل