نحن القابضون على جمر الوطن، نشتمه ولكن لا نكفر به، نلعن سارقيه ولا نستطيع أن نحاكمهم، إذ أننا بلا سلطة ولا سلطان إلا الحب العاجز،
إنها أوطاننا، نحبها، رغم أننا ما عدنا نمتلكها، كلعنة نزلت فوق رؤوسنا لا تستطيع منها فكاكا، كمحب يتجرع الحسرة على حبيبة خائنة.. أو مجبرة على الخيانة.
يدهمني التاريخ بفداحته ودمويته حينما أرادها معاوية ملكا عضودا وسلمها ليزيد لتنتشر الفتنة.
أو ربما تطاردني لقطات سينمائية كاشفة.. أكثرها إيلاما في رأسي "فؤادة" حين تزوجها عتريس، كانت تحبه، كان طيبا أو بدا طيبا، وكانت تأمل فيه خيرا ولكنها لعنة السلطة وبطانة السوء،
وها أنا أموت رعبا أموت من مصير لا يشبه مصيرها، ذلك أن النهايات السعيدة لم يكتب لها النجاة في أيامنا تلك.
!