ليس اجمل من امتلاء البيت صباحا برائحة الخبز، عندما تضع الخميرة المذابة مع ملعقة سكر صغيرة ولبن دافىء او زبادي او جبن قريش وقشطة على كمية من الدقيق وتتخلل الرائحة مسامك، تتطبطب على العجين ،
، تغطيه وتتركه ليختمر كما تختمر فكرة في ذهنك او احساسا بقلبك، ذلك انه حتى المشاعر تحتاج لبيئة تختمر فيها ويكتمل تكوينها، بيئة حاضنة دفيئة كتلك التي وضعت فيها عجينتي، فإذا ما تركت احساسا في مراحله الأولى للبرودة وحرمته الاحتضان والرعاية فان النتيجة بالتأكيد غير مرضية!
رائحة الخبز المنزلي او الفطائر بالزعتر والسمسم وحبة البركة او ربما الشمر والينسون، روائح تعطي للمنزل حميمية وتعلق بالذاكرة، تصنع طفولة سعيدة ومحبة منزلية غامضة
خبزت الفطائر صباحا وانتظرت البنات لنفطر سويا ، شربت الشاي باللبن وشربت كل بنت نسكافيه(ما هو كل واحد وعلامه) والتفت لالتقط فطيرة اخرى ولكن، كان خلص بالهنا الف هنا على قلوبهن،
قلبي رفرف فرحا، سعادتي بتلك التفاصيل الصباحية تتجاوز كل سعادة، ذلك ان مزاجي عادة وعند الاستيقاظ يكون في افضل حالاته عكس الكثيرين وهو ما تستغربه البنات يقلن ( يا ماما كل الناس بتصحى مكشرة، او متنحة وساكتة، انت تصحي مبتسمة ورايقة،
ولما لا يا حبايبي، صباح جديد يعني فرصة جديدة في كل شيء)
ربما لانني درجت في بيت صباحاته هادئة، لأب يعد الافطار لزوجته ويصنع لها الشاي ويجلسان سويا في هدوء يثرثران بهمس جميل فما ان استيقظ حتى يقوم بابا باعداد الافطار لي مهما توسلت اليه الا يفعل وان هذا واجبي، فتغمز لي ماما قائلة(اتركيه هو يحب ان يعد الافطار لكم)وتجذبني لاجلس بجانبها فاستسلم لهذا التدليل
ربما من اجل كل هذا اصر ان ينال اطفالي بعضا من هذا الصفاء الصباحي
تنهدت بتمثيل قائلة، (حتى انت يا لي لي، لم تتركي لماما فطيرة واحدة، هييييح كل حلفاؤك خانوك يا ريتشارد) وسط ضحكاتهن الحلوة، صباحكم رضا
دينا سعيد عاصم دينا عاصم