ثم يؤذن للجمال أن اقتلوه، وصادروا رهف الفراشة، وانبلاجات الثنايا النيرة.
لا تسمعوا للأغنيات وحاربوا تلك العيون الصافيات المغريات المبهرة.
في نورها علم الضلال وشدة تغري الرجال إلى المنايا المجحفة.
سخف على سخف. تقول الفلسفة!
وكتابها سحر فتبًا للحروف وللحتوف وما تقول الساحرة،
"هيباتيا"،
ستدول دولتنا إذاهُ قد ابتدى عصر النساء الزاهيات بعلمهن الطامحات إلى العلا ،،
في خدرهن تحطمت كل الشكوك السافرة.
"هيباتيا"
سلخوك مثل الشاة في الطرقات
يا ويلي،
هذا الجمال المرمري المريمي، قد انتهى، داسته أقدام الرجال الفاجرة.
عصر توضأ بالدماء
تأنثت فيه الرجولة حين أشرقت النساء،، !
"هيباتيا"
شدي عليهم ما استطعت بعلمك، وبحق نهديك اللذين تقطعا، قربان تنوير ودنيا زاهرة،
"هيباتيا"
سوف نحيا من رمادك، ما هزمت وإنما هي جولة تمضي ونمضي خلفك،
هذا انتصارك آلف عام لم يزل في روحنا، نور يرافقنا، ودنيا غامرة
"هيباتيا"
قتلوك فانهزموا أمامك،
ثارك،
تحمله ربات المشاعر آلف جيل بعدك،
طوبى لك خسرانهم، وهوانهم،
ضلوا،
فلست الخاسرة.
-------------
لمن لا يعرف هيباتيا ، هي(في نظري) اول شهيدة للعلم والجمال، عاشت بالاسكندرية قبل الف وسبعمائة عام تقريبا، هي شهيدة الجهل والخرافة والارهاب الفكري، والسياسي
هي عالمة رياضيات و فيلسوفة سكندرية عاشت حياتها للعلم وكان علمها وجمالها نقمة عليها (كالعادة)
ومع ازدياد.مريديها، وطلابها، خاف منها رجال الدين والسياسة وقاموا بتهييج العامة والجهلاء ضدها فانتظروها وهي عائدة من إحدى دروسها التي تلقيها وجروها من شعرها في طرقات المدينة ومزقوا ثيابها وطعنوا نهديها وسلخوها حية ثم رموها جثة هامدة على كومة خشب واشعلوا النار في جثتها، في ابشع مقتلة يندي لها جبين الإنسانية.
وبسببها اظلمت الاسكندرية ورحل عنها معظم العلماء الذين كانوا يعيشون فيها، اراها ايقونة تجسد ببراعة وبشاعة ما تعانيه المرأة اذا توفر لها الجمال والموهبة وقوة التاثير، ومع اختلاف العصور وطرق القتل والتنكيل، تظل متلازمة المرأة الجميلة الموهوبة أكثر ما يستفز المجتمعات (المكبوتة) فيتم الانتقام وان اختلفت الطرق !
دينا سعيد عاصم