*مادلين: لقد غامرت بسعادتك حين خسرت حب امرأة رأت كل عيوبك وظلت تحبك، غبي أنت يا سليم،
ولن يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تتاكد أننا جميعا، نحتاج جسدا بالقرب منا، جسد ينسجم معنا، يتقن لغتنا، يشع دفئا، جسدا تسكنه روح طلقة وقلب جميل. وانت فقدت كل هذا، يا للرعب ..
كيف ستعيش هذا الخراب العاطفي!
كان هو ساعتها يجلس على الأرض بجوار سرير ابنته مقرفصا، يرتدي جلبابا أبيض ويتعمم رأسه شال من نفس اللون، كأنه عاد طفلا في تنجار منذ أكثر من أربعين عاما،
بينما تجلس أمامه مادلين بمظهرها الغربي القح، تستمع له في صمت يحترم سيل الذكريات الذي انثال مكتسحا كل محاولات التنصل من المسؤولية .
.سليم: لم تكن مجرد حبيبة ولا امرأة جميلة تعثرت بها في تغريبتي الطويلة ،، لقد نجحت ان تتخللني وتؤنس غربة روحي، ، بسيطة، واضحة على غير عادة النساء، حانية تنثر رقتها واهتمامها بعدالة مبصرة على كل من حولها، كانت تسبغ سعادة على كل ما يقترب منها، كانت كل شيء.
===============
*هؤلاء الذين اعتادوا الشقاء وهزمتهم الهموم، لا وقت لديهم لرفاهية المرض، هؤلاء يموتون فجأة، يموتون واقفين كالأشجار،
لا يشقى بسقمهم أحد ولا يحمل همهم أحد، يموتون دون صخب ولا فخفخة، بهدوء مباغت، كأنهم يعتذرون عن حياتهم البائسة بموت مفاجىء.
----
من روايتي"وصال...زهرة الجنوب"