كم هو جميل ومميز ذلك الفتى الكلداني الساكن ب"حاران" ببلاد بابل، مهد الحضارات .كم هو متأمل وذكي وبليغ ومحاور ماهر.
إنه ابراهيم أو "أب رحيم" أو "إفرايم" هكذا نطقها بالعبرانية لغة قوم إبراهيم ذلك الفتى العبراني المميز.
إبراهيم أول من شاب من الرجال، ورأى الشعر الأبيض، ربما لما لاقاه من أهوال، فهو أول الأنبياء ذوي العزم، وحينها سأل ربه "يارب ماهذا قال وقار يا إبراهيم قال"رب زدني وقارا"،
أحب سارة ابنة عمه هاران تلك التي أعطيت حسن أمها حواء فكانت أجمل النساء على وجه الأرض وأتقاهن في زمانها.
ذهب بها إلى مصر فراودها الملك عن نفسها، ولكن الله حفظها وعرف الملك أنه أمام امرأة لا قبل له بها ولا سبيل إليها، فأهداها أميرة مصرية كريمة الأصل، أميرة وقعت في أسره في حربه مع ملوك مصريين نازعوه الحكم فاخذها وأكرم منزلها في قصره، كانت تلك "آجر" أو هاجر ومعناها في اللغة القديمة "الجالسة لوحدها" وكأن الله نبّأها بما سيكون من شأنها مقدما، هاجر التي أنجبت له ابنه البكر إسماعيل الذي أحبه حبا شديدا لوسامته وبره به وذكائه، كما رأى فيه أمارات النبوة.
وإسماعيل ذلك الوسيم المميز البار بأبيه وأمه، ذلك الفارس الفصيح ليس أبو العرب، فقد كان العرب فى كل مكان قبل أن يولد إسماعيل، كان هناك العماليق والعدنانيون بالشام وكان هناك العرب باليمن حيث قبيلة جرهم،
لذا ففكرة أنه أبو العرب مقولة اسرائيلية لتحجيم العرب في مكان ضيق، بزعم أن بلاد الشام كانت لبني اسرائيل وأن الجزيرة للعرب، إسماعيل ابن آجر أمه مصرية وأبوه كلداني، فكيف يكون أبو العرب، هو صاهرهم وتزوج منهم وعاش بين ظهرانيهم فهو من العرب المستعربة، كما أن تشريفه بنبوة الأب ونبوته هو نفسه وبأن من ذريته نبي آخر الزمان هو أعظم شرف على الإطلاق.
عاش العماليق العرب بالشام قبل وصول إبراهيم إليها بسنين لا تحصى، وتعلم إسماعيل العربية من القبيلة اليمنية التي جاورت أمه هاجر وشب فيهم قويا وسيما وكان أفصحهم وأقواهم فعلموا منزلته ونبوته ونبوة أبيه وكرامة أمه.
اسماعيل تزوج فتاة من جرهم فقد أحبوا مصاهرته بعد أن رأوا بأسه وكمال خلقه وخلقه وحسبه ونسبه.
إسماعيل القوي البأس أول من استأنس الخيل وركب ظهورها وكانت قبله وحوشا في الصحراء، وهو الذي سماهم خيلا من الخيلاء وفرسا من فراستهم وذكائهم.
إسماعيل أطاع أبوه لما رأى في المنام أنه يذبحه فأطاعه وأطاع ربه وقال له "يا أبت لا تواجهنى فتضعف" أي طلب من أبيه أن يدير وجهه ساعة الذبح.
اسماعيل تزوج من جرهم ومر عليه يوما أبوه سيدنا إبراهيم يوما فلم يجده فسأل زوجته عن حالهم فشكت له شظف العيش، فقال لها "اذا جاء زوجك اقرئيه منى السلام ومُريه يغير عتبة داره" فلما رجع اسماعيل تحسس روح أبيه فسأل زوجته هل زارنا أحد؟ قالت نعم شيخ فان ثم حكت له فقال"ذاك أبى يأمرنى أن أطلقك" وطلقها
لكن جرهم زوجوه فتاة أخرى وتكرر المشهد ومر عليه ابراهيم عليه السلام فسأل عن الحال، فحمدت المرأة ربها وأثنت عليه وعلى نعمه فقال لها" اذا جاء زوجك اقرئيه السلام ومريه يثبت عتبة بيته" وعاد إسماعيل فحكت له فقال" هو أبي يأمرني أن أمسكك"..
اسماعيل هو الذبيح وليس اسحق كما يدعي بنو اسرائيل الذين يبرعون في سرقة وتزوير التاريخ، فهم يدعون أن إسحاق عليه السلام هو الذبيح ليحرموا ذرية إسماعيل من البشارة وليفوزوا بالنبى الأمي، نبي آخر الزمان الذي يجىء من صلب الذبيح،
ولكن نسوا أنهم لفرط كذبهم تقول توراتهم إن الله قال لإبراهيم "خذ ابنك وحيدك فاذبحه" واسحق لم يكن ابنا وحيدا فقبله ولد إسماعيل، لذا فإن كذبهم كشفته التوراة، وكذك نسوا الله فأنساهم أنفسهم.
سلام على ابراهيم وآل ابراهيم نقولها كل صلاة اعترافا بفضلهم وصبرهم على أهوال ثقيلة.
سلام على اسماعيل جد الحبيب سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي سمي باسم "ابن الذبيحين" وهما اسماعيل رضي الله عنه وأبوه عبدالله بن عبد المطلب
وكان عبدالمطلب قد نذر أن يقتل ابنا من أبنائه إذا رزق عشرة ذكور فلما رزقه الله عشرة أبناء اضطر للوفاء بنذره، وكلما اقترعوا وقعت القرعة على إسماعيل أصغر بنيه وأحبهم لقلبه، وهنا رفضت قريش ان يذبح الفتى النوراني عبدالله خيرة شبابها وذهبوا لعرافة بيثرب فقالت أن يفتديه بعشرة نياق "جمع ناقة" ثم يقترع، ففعل فوقعت القرعة على عبدالله مرة أخرى فظل يزيد ويقترع فتقع على عبدالله حتى وصلت ألف ناقة وهنا نجا عبدالله، وعاش ليتزوج أجمل وأتقى فتيات قريش آمنة بنت وهب لينجب لنا نور الأمة وحبيب القلب سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ابن الذبيحين.
صلى الله عليك ياحبيبى وسيدي وشفيعي وإمامي يارسول الله يا حفيد اسماعيل.. سمع الله لي..
يا رب يا رب اسمع لنا جميعا كما سمعت لإبراهيم، اللهم تقبل منا وارض عنا وارض قلوبنا وحقق دعواتنا واعتقنا في آخر ليلة وترية بشهرك المبارك، اللهم آمين آمين آمين، ربنا وتقبل دعاءِ.
والله لسه بدري والله يا شهر الصيام ????
كل عام وأنتم بخير.
دينا سعيد عاصم
دينا عاصم