يمر بي عبيره في مثلك تلك الأيام فأحن لموطني،، شبرا،، كنت اخرج من المدرسة في الاعدادي والثانوي في مثل هذا الوقت من اواخر فبراير وطوال مارس حيث يقف باعة الورد، يشتري منهم الصبية جيراننا في مدرسة (التوفيقية الثانوية بنين) الورد للبنات من مدرستنا ومدرسة sacre ceur او راهبات القلب المقدس ويجري هذا نحو تلك بالورد ربما تقبل احداهن، وربما تخجل، وربما هي غضبى فتشيح بوجهها في مشهد يسعدني متابعته بشغف، أهيم مع هذه الوجوه البريئة وهي تتذوق.الحب للمرة الأولى، اتساءل، وانا؟ متى يحين دوري!
أهز كتفي برضا واستسلام، أحدث نفسي، ان لا باس، طالما الحب موجودا، فليأت متى شاء!!
، تهرع معظم الفتيات نحو الورد البلدي، ووحدي يأخذني القرنفل وآخذه، يلفني عطره المبهر الحراق المتبل بمسك وبهار، يلسع انفي وأمضي محتضنة إياه بألوانه الثلاثة، الأحمر والروز والأبيض
تمر الاعوام سراعا، مازال القرنفل ومازالت وجوه المحبين الصغار تاسرني، اخرج من عملي بالتليفزيون لأجد على الجهة المقابلة على كورنيش النيل بنات واولاد في نفس الاعمار ،ابتسم في سري واقول، لا باس طالما الحب موجودا!
كبرت وكبر حبي له، فلا يناوئه عرشه في قلبي إلا رائحة الفانيليا، ابحث كالمجانين عن عطور مستخلصة من القرنفل والفانيليا، أقاتل كي أحصل عليهما، جابرييلا زاباتيني روز من المانيا والأرجنتين ،، كيلك فليور دواوريجينال من اليونان والسعودية، يرسل ابي واخي باتباعهما هنا وهناك لكي يأتوني به، اوصي به صديقتي نشوة وصديق يعيش بألمانيا يتكلفان مشقة كبيرة لك يجدا لي إصدارا بعينه،
اصير كالممسوسة بالقرنفل والفانيليا، تعرفني برائحتهما صديقاتي،
تمر الاعوام ولا اغير عاداتي، يهتف زميل كلما اقترب مني، هناك رائحة كيك وبسكويت، تضحك سمر زميلتي المخرجة التي تشبهني كتوأمي، وتهمس لي، (جوعتي الناس) وجهي جامد لا يضحك يحمر كقرنفلة مختنقة، النشرة على الهواء، واكاد افطس من الضحك المكتوم في الكنترول روم، يلاحقني القرنفل وتتبعني الفانيليا مهما كبرت،
يجتهد(عم عبدالعزيز) الجنايني لكي يأتي لي بشتلاته المميزة، فلا يهل ربيع الا وبلكونتي تتزين بالقرنفل ويشدو محمد فوزي على موبايلي بأغنية مفضلة كي يكتمل هنائي مع كوب الشاي بالنعناع فيقول:
( اه م القرنفل، دا ريحته تشغل،
ساحر ويسحر قتيل ويقتل،
يجعل حبيبك هواه مشعلل
ويكيد عزولك ويبات مفلفل،
شقي وشقاوته، سبب غلاوته
وادي حلاوته ادي حلاوته،
ياللي تحب الحلويات شوف القرنفل واتهنى حاكم الزهور زي الستات لكل لون معنى ومغنى، و.....
، كل عام وانتم بخير،
هذا العام تهل روائح الربيع مع روائح شعبان ورمضان، اللهم هلال يمن وخير وامن وامان وسلام ورخاء على مصرنا حلوتنا، وعلى كل الناس والشعوب والاوطان.
دينا عاصم
دينا سعيد عاصم