دندنات دينا
(سبتمبر الحاني،،،، تدللي يا ورد،،،، تؤمري يا وردة،،،، مديري العراقي،،،شيش وقزاز)
استيقظت كعادتي فجرا،، كانت نسائم سبتمبر تتسلل من بين ثقوب شباكي، كنت قد رفضت تماما أن أضع في ببتي شبابيك ألوميتال، فليس أجمل من الشيش والزجاج،
ولذلك ما احلى ان يتسلل نسيم الفجر وتمتمات المصلين من الجامع الملاصق لبيتي، وضوء سماوي ليلكي خفيف وشفيف وهادىء يضيء حجرتي،
بعد الصلاة وطقوس الإفطار المبكر جلست اشرب الشاي باللبن بجوار بلكونتي حين فاجئتني نسائم سبتمبر، حانية، رقيقة تزيل بعضا مما فعله بي يوليو واغسطس، دخلت بلكونتي سعيدة بروائح الفل والياسمين والريحان،، كنت قد مررت بفترة صعبة فأهملتها رغما عني،
حزن مسك الليل واصيب بآفة بيضاء، اتصلت بعم عبدالعزيز (الجنايني)، أخبرني أن لديه دواءا سريعا
قلت له أول ما أفرغ مما لدي سأتصل بك،، لم يسعفني وقتي وشغلي،، مات مسك الليل وأصيب الريحان بالعدوى ، اتجننت،، فقد كان حوار مسك الليل الهامس لي من أهم طقوس المساء عندي، أشرب الشاي بالنعناع في بلكونتي ليلا فينشر رائحته الخيالية حولي احتفاءا بي،، أجلس بجانبه فيميل علي متدللا ويقترب مزهوا برائحته الملائكية،
اتصلت بعم عبد العزيز مرة اخرى، فوجئت بعم عبدالعزيز يقول لي بمصريته الخالصة (تؤمريني يا وردة)
ضحكت، فقال ما يضحكك قلت تذكرني برئيسي في العمل ضحك وقال(معلوم)، اغلق الخط وتركني لذكريات جميلة في (اون تي في، )
كان لي مدير غرفة اخبار عراقي الجنسية يحبني كثيرا قال لي يوما بلهجته الفصيحة
(دينا، تعرفي لم اخترتك للعمل هنا؟ قلت، لاني شاطرة في الصياغة الإخبارية قال لا، لأخلاقك، الشطارة بتيجي غصب عنها لكني اتخير لفريقي فتيات لا اخشى عليهن ولا منهن، حرائر، بسيطات يشوبهن مرح خفي ولكنهن متحفظات، يشوبهن حذر محمود،، مثل الورد.جميل والأجمل محاط باشواكه، لذا تدللي يا ورد)
كان يقولها لي دوما كلما طلبت منه شيئا،،،(تدللي يا ورد)
الله يمسيه ويصبحه بالخير،، تعلمت منه خبرات حياتية وعملية لا تقدر بثمن،
اتصلت بعم عبدالعزيز وقلت له إحضر فورا، و...جاء،، لامني كثيرا على موت مسك الليل بعدما أورق واعشوشب في وجودي وبجانبي ،
عم عبدالعزيز: مسك الليل، خسارة والله، كنت أستغرب ازدهاره ونموه في بلكونتك، قلت لنفسي لا بد أنها أحبته كثيرا فهو لا يزدهر إلا في أرض خصبة وليس في (قصرية) كتلك، ولكنك لم تنتبهي للنعمة،،! ما هذا؟؟ أين الورد البلدي واين القرنفل، حبيبك الذي لا تعدلي به أي زهرة أخرى؟!
أنا: ،،،،،،
لم استطع ان اجيبه!
أنقذنا الريحان، لكنه حين راى حزني على مسك الليل وافتقادي للقرنفل، أشفق علي، يعلم ارتباطي بتلك الشجيرات البسيطة التي أعتبرها جنتي على الأرض على صغر مساحتها، طلب مني أن أتمهل قليلا قبل أن يحضر لي شجرة مسك جديدة، لا أدري هل يخاف على الورد مني؟ أم يعطيني فرصة لاستوعب الدرس،،!
أحيانا كثيرة علينا أن ننتبه لمن وما حولنا، ذلك أنه حتى في غمرة الأحزان، علينا أن نسقي ورودنا، ونحيط انفسنا بالاشواك، لكي لا تجرحنا يد،
دينا عاصم