آن لي أن امد قدمي- لكل داء دواء يستطب به إلا النطاعة أعيت من يداويها.
أعتقد أن كثيرا منا يعرف مقولة "آن للشافعي أن يمد رجليه" ولمن لا يعرف كان الإمام الشافعي يحاضر في مجلس علم فدخل عليه رجل مهيب الطلعة وقور المشية وكان الشافعي يجلس وقد فرد رجليه للأمام بسبب آلام مزمنة في ركبتيه فلما دخل الرجل، قبض الإمام رجليه حتى يمر الرجل أو يجلس.
وكان الإمام يحاضر عن الصيام، فلما وصل إلى وقت الصيام قال: إن الصيام هو من أذان الفجر إلى غروب الشمس. عندها سأله الرجل المهيب الغريب: وإذا لم تغب الشمس يا شيخ فمتى نفطر؟
هنا اندهش الشافعي من جهل الرجل وقال قولته المشهورة "آن للشافعي أن يمد قدميه".
تذكرت القصة حين وجدت أحد الشخصيات ذات الحيثية الأدبية والفكرية والهيلمان ومن "كريمة المثقفين" في المحروسة تتكلم بكل "احتقار واستهانة" عن تفاهة الإعلان عن التضامن مع القضية الفلسطينية من خلال ارتداء "الكوفية" وغيرها من رموز التضامن.
قلت للشخصية المرموقة إن التعبير عن التضامن بكل أشكاله هو الذي حرك القضية الفلسطينية وأجبر العالم كله على الالتفات لعدالتها.
وأجبر الكثيرين على البحث والتقصي حتى آمنوا بالحق الفلسطيني، بل إن التضامن هو الذي أوصل إسرائيل للمرة الأولى بالتاريخ لمحكمة العدل الدولية وأن دولا غربية ولاتينية اعترفت بالدولة الفلسطينية بسبب حالة التضامن بالفن والفكر والرمز والسوشيال ميديا .
ردت علي الشخصية "المرموقة" باستهانة تدل على ضآلة فكر وفراغ جوهر "ثم ماذا ؟ هل أنقذوا غزة؟ "
ساعتها حدست أنها تدافع عن شخصها أو "شخص ما" لم يرفع إصبعا ولم يفتح فمه بكلمة واحدة للتضامن مع فلسطين.
قلت لها إن ما حدث من تضامن ليس بالأمر الهين إطلاقا وأن هناك مكاسب كثيرة جدا بخلاف إنقاذ غزة خصوصا أن لا أحد يملك الآن إعلان الحرب على إسرائيل وأن التضامن هو أضعف الإيمان وأردفت قائلة "أعتقد أن حضرتك لا تحتاجين لكلامي هذا فأنت ست العارفين"
فكررت الست كلامها ببلاهة منقطعة النظير قائلة "هل أنقذتم غزة"؟
قلت لها "على العموم لا أحد يملك الحقيقة مطلقة"
فردّت علي بنفس الجملة "ثم ماذا بعد..هل أنقذتم غزة" تلك الجملة التي اعتبرتها شماعة لما لا أعرفه ولا أحب أن أعرفه.
وهكذا يا سادة يا كرام وجدت أن الست طلعت ست فقط وليست ست العارفين، ولا ست الفاهمين ولكنها ست المدافعين أو المطبعين أو المتنيلين على عينيهم والله أعلى وأعلم..
وهكذا آن ل(دينا ) أن تمد قدميها مع الاعتذار للإمام الشافعي رحمه الله.
دينا عاصم
من مصر الحلوة
إلى فل سطين الحرة من النهر الى البحر