منذ صغري وانا ارى ان اي مدينة هي امرأة بشكل ما،
دبي مثلا، امرأة جميلة بلا روح، جمالها معدني، كأنها روبوت.على شكل امرأة، بلا منحنيات طبيعية ورقة انثوية محببة، امراة جريئة، ليس بها حياء المدن العريقة،
امراة لن تضحك معها من قلبك، ولن تستطيع ان تبكي في شوارعهاةليلا، إذ لن تضمك بحنان،
لن تطهو لك طعاما شعبيا لذيذا، ولن تدندن معك ليلا على صوت ام كلثوم على شاطىء نهر، ولن تلقي على مسامعك(ايفيه) سينمائي شهير لا يفهمه سواكما، كلا لن تفعل ذلك. لكنها ستمنحك رفاهية (مدفوعة الثمن،) فلا شيء فيها بلا مقابل، حتى المشاعر!
امرأة ثرية ماديا ولكنها ليست غنية إنسانيا، ترتدي ملابس عصرية وتضع ماكياجا صارخا واجرت عمليات تجميل جعلت منها تمثالا يشبه ممثلات اليومين دول جمعيهن بمناطق انوثة جعلها الفيلر مخيفة كالمسخ، جميعهن بنفس الشفاه الغليظة والخدود المنفوخة، حتى انهن لا يستطعن الكلام ولا الضحك،
هكذا رايت دبي.
عندما أخبرت صديقة لي بمشاعري نحو دبي قالت كلمة واحدة وهي تهز كتفيها( فقرية)!
عندنا زرتها لم التق الا اماراتبا واحدا، توقف بجانبي بسيارته وعاتبني برقي ولطف شديد لارتدائي العقال بتاعهم، فأنا سيدة وهنا يرتديه الرجال، قلت له بلهجتي المصرية وببساطة ولاد البلد، الدنيا حر، والشمس تخترق الطرحة ولقيت العقال قماشه أثقل واحلى علي،
ظل الرجل صامتا متاملا لدقيقة، ثم اعتذر بذوق شديد وغادر.
كان بجانبي والد أولادي يتابع مراقبا مندهشا، قلت له: منذ حضرت هذه اول مرة ارى اماراتيا،
قال لي - كان قد قضى بالإمارات اعواما،- (وأنا كمان) !