كنت أجلس وسط مجموعة من الرجال والسيدات اللامعين، وجوه معروفة وشبه معروفة، ارقى الازياء واجمل سيدات وفتيات، مظهر براق يربكني كثيرا،
حقيقة لا اميل كثيرا لتلك المجتمعات، لكني قررت ان احقق اقصى استفادة ممكنة علميا من هذه الفرصة التي جاءت لي من باب الله وكل ما ياتيني دون تعب مني اعتبره هدية ربانية خالصة،
هذه الفكرة اقنعتني ان اكمل، بعدما ظللت يوما كاملا اسال نفسي، ماذا افعل انا بتلك الروح وهذا العقل بين هؤلاء اللامعين، لا انتمي لهم بأي حال من الاحوال، مهما اقنعوني بالعكس، لجات لإنسان يماثلني روحا وقلبا فشاركني القلق واحتار مثلي، صليت استخارة واستشرت صديق على دراية فطمأنني، شعرت بارتياح نوعي لفكرة ان الله ارسل دون طلب مني، اذن هو الذي يطلب مني، لذا قررت ان اكمل الطريق !
تملكتني وانا جالسة بهذا الصرح الممرد روح الدعابة وتذكرت الميم القائل يا رب احميني بداخلي كمية (افيهات) رهيبة لا تليق إطلاقا بالمكان والزمان والناس، لو اتقفشت تذهبي وراء الشمس يا دندون، ولكن
روحي خارج هذا المكان.
جلس بجانبي زميل لطيف ارسله الله ثم زميل اخر فتنفست الصعداء وصرنا نتبادل الافيهات ونضحك دون صوت او حتى ابتسامة، مجرد اهتزازات للجسد، فالكاميرات مصوبة نحو الجميع والويل لمن يسقط،
ثم ان قلبي،،،
وقلبي، اه منه لم يحب اي وجه ممن حوله، حيث يميل دوما لوجوه الطيبين في الشوارع والمواصلات،
تذكرت عملي واكتشفت اني احبه واحب كل من فيه حتى هؤلاء المزعجين، احب الغرفة الخنيقة وزملائي الطيبين والاشرار والله صرت احبهم،
اخرج من مقر عملي بالتليفزيون فأتنسم جرعات امل قوية كلما نظرت على الجهة المقابلة فوجدت النيل يسري وبجانبه مراهقون ومراهقات يمسكون ايادي بعضهم البعض، فأطمئن، طالما وجد الحب، وجد الأمل،
ولكني وفي غمرة هذه القاعة الفخمة الضخمة المكيفة تذكرت فجاة محمود درويش يقول:
أنزل هنا والآن عن كتفيك قبرك،،،!
أعط عمرك فرصة أخرى لترميم الحكاية
ليس كل الحب موتا ، ليست الأرض اغترابا مزمنا
فلربما جاءت مناسبة فتنسى لسعة العسل القديم
فأخرج من (أنا)ك إلى سواك ، ومن رؤاك إلى خطاك
دق جسرك عاليا
فاللامكان هو المكيدة
جرب الآن .. كي تدربك الحياة على الحياة
دينا سعيد عاصم