تخيلوا معي موجة فرح في بحر من الألم،
تخيلوا معي كم هي وحيدة وخمنوا، كيف صارت حزينة بعدما تلاطمتها أمواج الحزن.
هكذا كان زياد رحباني، كان بيننا يطربنا ويبهجنا ويبكينا فنا لا نشعر به، الان نرثيه ونبكيه، حسرة على عظمة فنه.
ولكن على عظمة هذا الفن لم ينجح في محو الواقع الأليم من حوله او حتى تخفيف مواجعه،
كان بيننا ولم يكن معنا، زياد الذي اعتصره الألم حتى صار لحنا عبقريا من الحان السماء،
موهبة تفجرت فيه طفلا في سن الرابعةعشر حين لحن لأمه أغنية سألوني الناس، لتتوالى روائعه.
لم يعد يحتمل مزيدا من الأحزان، بعدما تعهدته الاقدار بأصعب محنة يمتحن بها الرجال، رحل زياد بعد أهوال عاشها،
اولها فقدان ابيه عاصي واخته الشابة وتوأم روحه (ليال)،
ومرض أخيه الأكبر وهو من ذوي الهمم (هلي) ،
ولم يلبث ان ناوله القدر ضربة قاضية بيد أنها لم تقض عليه، ظل يفرفر على إثرها ويبدع لنا أعذب الألحان واشجاها، فقد
تزوج بمن يحبها لكنها خانته واعترفت بخيانتها على صفحات تلمجلات اللبنانية.
، واكتشف ان ابنه ليس ابنه وان اباه البيولوجي شخص اخر غيره، فرفع قضية إلغاء نسب الطفل الذي تربى بين يديه حتى صار ابنه الذي يفرح العين والقلب شابا كان غاية الوسامة، ليصبح دليل خيانة حبيبته وزوجته.
زياد الذي تحدث عن حب والدته لحسن نصر الله وعبدالناصر وهتلر وعلى.اثر حديثه قاطعته والدته عامين كاملين، بايعاز من اخته ريما مديرة اعمال والدتهما.
عامان كاملا كانا كالدهر، لا يسمع صوتها ولا يهاوفها ولا يلتقيها، اي عذاب أقسى من قطيعة ( ام ) ! ومن ؟ فيروز، والابن زياد الرحباني !
زياد الذي كان يقطر حكمة وألما، مفرداته نارية حاسمة وقلبه ضعيف أمام من يحب، وكم ذا يكابد عاشق ويلاقي،
عاش زياد يحمل هموم الوطن ومآسيه يتندر عليها بسخرية مريرة، حتى تكدر صفو حياته،
المتأمل لحياة زياد سيرى انه صار رمزا للبنان، يشبهه كثيرا، لبنان الجريح النازف الما وفنا وابتهاجا بحياة مغموسة في الهموم والمشاكل.
في سن الثانية عشر جلس يعزف البيانو ولم يشعر بالوقت لمدة ثلاثة عشر ساعة كاملة حاول بعدها الوقوف فلم يستطع،
وظل يعاني طيلة عمره من تقوس الظهر وحين بلغ الألم مبلغه اخبره الأطباء بضرورة اعتزال الفن فتوقف لعامين كاملين ثم لم يستطع فعاد لعشقه.
وهكذا أعلن جسدي زياد العصيان ولم يحتمل كبده ما يكابده حتى توفي اثر مضاعفات كبدية.
يقول زياد :
بَعد 5 دقائق مِن ولادتك ، سيقررون إسمك ، جنسيتك ، دينك وطائفتك ، وستقضي طول حياتك تُقاتل وتُدافع بغباء عَن أشياء لم تَخترها.
--'--‐-
-هيدا رايك؟
- ايه
- وشو عم يعمل عندي
-------'
ليتني لم أعلم ما أعلم.
---------
كان فيه واحد يعني بعرف كان عنده امل، رغم كل شي صار بها لبلاد بعد عنده امل، بصراحة يعني بلغت عنه، ما طاوعني ضميري
------
اذا قابلت بحياتك شي حمار عامله منيح بيجوز كتير بصير وزير ولا ......
رحل زياد، وكلنا راحلون،، رحل العبقري العظيم ولا يعظم ولا يتعز على اللي خلقه، و انا لله وانا اليه راجعون.