تشبِّهها صديقتها بشخصية في المسلسلات التي تشاهدانها معًا، فتنفر من التشبيه وتقول لصديقتها إنها لو قابلت تلك الشخصية لن تطيق أن تبقى معها في مكان واحد
تفيض بما في نفسها إليَّ، فأشرح لها أن الإنسان أكثر ما لا يطيق هو صورته.. ذكرتها بمثال "سارة" التي كتبها العقاد.. لو أن كلاهما يشتهيان صدر الدجاجة لما أكلا في بهجة، ولكن لأن أحدهما يشتهي الصدر والثاني الفخذ فالاختلاف يجعل سفرتهما هنية. هذا المثال أحكيه لها كثيرًا، وهي تستلطفه.. قلت لها: وهكذا، فأكثر من لا يألف المرء هو الأشبه بذاته.
ثم شرحت لها الأهم..
يا صغيرتي، صديقتك تشبِّهك حسبما ترى هي تلك الشخصية، وهي تحبها وترى فيها جمالًا خافيًا عنكِ. حين يشبِّهك أحدٌ بشخص أو شيء، فانظري إلى رؤيته لهذا الشخص أو الشيء، كي تفهمي شعوره الحقيقي نحوك.
وانتبهي.. لو أن شخصًا شبَّهك بما تحبين، بينما هو يحمل شعورًا سلبيًا تجاه ذلك الذي شبَّهك به، لن يكون ذلك مدعاة فرح ورضا، فهو هنا يقصد تحقيرك، رغم كونك تحبين ذاك التشبيه