ولما دخلت إلى المصلى، وجدت بضع فتيات يصلين في جماعة.. اتجهت إلى الحائط الخلفي ووقفت أصلي وحدي.. معذرة لفقدان الثقة في جماعة النساء، والأسباب معروفة. أنهيت صلاتي، وكن قد أنهين صلاتهن ودخلن في نقاش وتصحيح بعضهن لبعض، وكان من الواضح أنهن لا يعرفن بعضهن إلا صديقتين وإنني وقد علمتني المواقف ألا أتدخل في نقاشات مساجد النساء، إلا أن اللطف كان في نبراتهن، فتدخلت لأصحح بعض الأشياء لمن أرادت التصحيح بما لا تعلم، ولله الحمد قد تقبلن تدخلي بذات اللطف.. الطريف جدًا، والذي وجدتني أقابله للمرة الأولى في عمرٍ فاق نصف القرن بخمسة أعوام، كان ما حدث من الصديقتين اللتين بدأتا الجماعة، ولم تدريا من منهما الإمام، فكلما تأخرت إحداهما في حركة كبَّرت الأخرى وتحركت فتتبعها صديقتها، هذه مرة وتلك مرة.. فكانت هذه أول إمامة ثنائية أصادفها في حياتي، ولا أظن هذا الابتكار قد يتكرر! ولا حول ولا قوة إلا بالله ولكنهن.. كن رغم كل هذا الكم من الأخطاء لطيفات، يتقبلن التصويب من بعضهن البعض، ويردن الصح وإن خالف ما يفعلن.. ولهذا تحديدا ربما يصبحن يوما أفضل منا جدا جدا.. جدا