تداعيات
زمان، في الكام سنة اللي اشتغلتهم في الكويت، كان منهج الرعاية المركزة هو إخراج المريض منها بأسرع ما يمكن
المطلوب هو استقرار الحالة وخروجها من نطاق كلمة "حالة حرجة"، والباقي يكمل في الأقسام
خروج المريض من الرعاية بيعطي دفعة قوية للمريض بتساعده جدا أن يكمل مشوار علاجه، خصوصا خصوصا كبار السن
رئيسة قسم الرعاية كانت شخصية مافيش بيني وبينها عمار، بس بعيدا عن ده كانت لها كلمة شهيرة: "what quality of life are you giving to the pateint" بمعنى أي شكل للحياة هذا الذي تمنحه لمريضك؟
هو الحقيقة استخدامها للجملة كان مرفوض جدا مني ومن زملائي كلهم تقريبا، وهي نفسها لما وقفت في موقف مشابه ماعرفتش تاخد قرار التوقف عن إنعاش المريضة، وانا اللي خدت القرار لأن الست كان قلبها توقف بالفعل ومافيش أي رجاء لها أساسا لأنها كانت مصابة بتحجر الرئتين وقلبها توقف كذا مرة قبل كده، ووقفنا دعينا للمريضة واحترمنا الموت، والعجيب أنها دخلت مكتبها منهارة وكانت الدقائق الوحيدة في خمس سنين اللي تستسلم فيها لضعفها وتترمي في صدري تبكي صعوبة الموقف
ما علينا
النهارده، وانا باتكلم مع طبيب الرعاية بخصوص حالة نللي هانم (أمي) في سياق نقاش الحالة وانها تكمل علاجها في غرفة.. حضرة الزميل بيقول لي: أنا أضحي بالجانب النفسي في سبيل الجانب العضوي مش العكس!
طيب يا عزيزي كبار السن لو ضحيت بالجانب النفسي فيهم هيدخلوا في سكة رفض الحياة وبيمتنعوا عن كل أسبابها أكل وشرب ودواء وحتى الحب والعلاقات وهيختاروا العذاب حتى الموت ..
طيب يا عزيزي اكتئاب الرعاية أمر علمي بيؤخذ في حسبان الطبيب في العالم كله
يا عزيزي لما تضحي بالجانب النفسي في مريض أساسا بيقترب من الموت بحكم عمره، فلامؤاخذة: what quality of life are you giving to the pateint?
كبار السن مش ميدالية بنحتفظ بيها علشان احنا نتبسط انهم موجودين.. كبار السن إنسان محتاحين حياة مش مجرد حفاظ على الجسد