الكذاب.. أكثر البشر إرهاقا في معاملته
تمر بك السنون وأنت تصدقه، وتحبه، وتمنحه من كل ما يجب عليك بحق الحب والصداقة والعشرة، ثم فجأة تكتشف كذبة.. كذبة واحدة.. لكن أتراها الأولى؟ أم أن كل ما فات كان كذبًا؟..
يتحدث الكذاب وتنفعل معه، ثم إن كل حديثه ما عاد يمر مرور الكرام، فتستعيده في عقلك مرات عديدة، تحاول تحليله والتدقيق في كل حرف ونبرة، بحثًا عن فلتة تكشف كذبة جديدة..
لي (صديقة) ترهق روحي منذ فترة بما اكتشفت من كذبها، ويشككني فيها أكثر ما تحاول أن تثبت به صدقها، لدرجة استعانتها بمكالمات تفتح فيها الصوت لأسمعها، وأنا لا أصدق شيئًا مما تقول ومما يقوله باقي من معها الذين ((يتصادف)) اتصالهم وحديثهم فيما أعرف بكذبها فيه في وقت وجودها معي.
الكذاب يجب أن يكون ذكيًّا، وهي بالفعل شديدة الذكاء، وذاكرته قوية، وهي بالفعل صاحبة ذاكرة ممتازة.. لكن الكثرة تغلب الذاكرة، فيتتالى انفلات المتناقضات وتتوالى أدلة استمرارها في الكذب.
أثق تماما في أنها تحبني.. إن عينيها كثيرًا ما تهربان مني وهي تكذب، وحين الصدق لا تفارقان عيني في اطمئنان.. أقرأ وجهها قبل كلامها، فيفضحها عندي..
أنا أيضا لازلت أحبها، ولكن دون ثقة.. وانعدام الثقة ألمٌ كبير، يقصف عمر الحب في القلوب
هل ما تزلزل من ثقة يمكن أن يُستعاد بناءه؟ هل يمكن أن تشفع عشرة السنوات التي صارت مشوَّهة، بشروخ عدم الثقة في كل حكاية قيلت فيها وفي كل محبة أُظهِرت فيها، فيظل القلب والبيت مفتوحين لصاحبة الكذب؟!
هذا سؤال مرهق كذلك
#خالتك_إيمان