الحيرة والتردد ضيفان دائمان فى فهم الناس وسبر أغوارهم ...ألاقى من الهم ما ألاقى فى معاملة الناس ....فلا يجزعنى سواهم...أنت فى الحقيقة ..لست طبيبا نفسيا ..ولست عالما ببواطن الأمور
وبواطن الخلائق..لا يعلم ذلك إلا الله ...ولكن معاملة الناس تحتاج إلى فهم عال..وربط للأحداث ...وتحليل للمواقف... وجدل عقيم بينك وبين نفسك فى صحة هذا الموقف ...أو خطأ فلان ..وردود أفعال متباينة ...تجدها من هذا وذاك ...وأشياء تتطلب منك الحزم وأخرى تتطلب منك التريث والناس تحاسبك هنا وهناك ...وأنت لا تدرى متى يكون الحسم ومتى يكون اللين ...تصير تصرفاتك محط أنظار الناس ...هل تلقى باللوم على موروثات التقاليد البالية أم التربية الخاطئة فى البيت والمدرسة ...أم تعود باللائمة على نفسك وما نفسك...أليست نفسا تتصرف من وحى اللحظة ,,أو لست بشرا يشعر ويفكر ويقرر..تتهم حينا بالإرتجالية وهل كانت الإرتجالية إلا سلوكا غير متعمد منك ,,,وهل كانت التصرفات إلا من فطرتك التى فطرها الله عليها ...يلومك الناس ..حين تتحدث بما يمليه عليك خاطرك ...وجنانك...فى الحقيقة لقد صارت حيرتك بابا مفتوحا على ردود أفعالك ...إن الكذب صار صفة لازمة لكل من يريد أن يتقن الكلام وفنونه ...ويسمى (الفهلوة)فإنك إن صدقت وقلت الحقيقة بلا رتوش ؛فأنت مخطئ وتأخذك الألسن الحداد لتبرد أعصابك وتكوى مشاعرك وتسمم روحك بشتى اللوم وعبارته واللؤم والخبث وعدم الإستقامة فى الأمور كلها ,إن لم يكن فلا عيش لك بين الناس ,والغيبة والنميمة إن لم يكونا فأنت لست بشرا إذن ,,وأشياء كثيرة محزنة.,,,,
إن ثقتى لا حدود لها فى الله الرحيم ..الكريم ..فإنى ألجأ إليه فى هذه الأمور كلها ...ولا غيره يهدى إلى الرشد والأمر السديد ...آه ,,لقد سئمت الناس يا ربى ....وسئمت أحاديثم السمجة ومجادلاتهم الفارغة ....وألاعيبهم الخبيثة وافتراءاتهم الظالمة ...وظلمهم الفاحش ...وقصدهم الدنئ ..وسوء ظنهم ...وسوء عشرتهم ..وآثامهم ومشكلاتهم وسيئاتهم أنا لست إلا بشرا يخطئ ويصيب ...يحسن ويسئ ...أسألك يا الله أن ترفق بى وتهدينى إلى سبيل الرشاد فإنى إن لم أهتد لوقعت فى الضلال والريبة.....وإنك إن لم ترشدنى ..لإلى النار مصيرى
أسألك يا الله بكل عظمتك وكبريائك ,,وذلى بين يديك حينما أعصيك ..وأسألك بعصمتك وجبروتك ...وأنا المخطئ الذليل وأسألك برحمتك وأنا الظالم لنفسى ..وأسألك بعدلك وأنا الغاشم لنفسى ومهلكها ...وأسألك بجمالك وحلمك وأنا القبيح الطائش ....وأسألك بألوهيتك وأنا العبد الآبق العاصى لمولاه ....وأسألك بربوبيتك وأنا الرعية الشاردة ,أن تعف عنى وتغفر لى زلتى فلست أنا سوى عبد آبق ينسى نعم مولاه عليه ولست أنا سوى خطيئة بشرية مجسمة ولست سوى خطأ آدم حين عصى ما أمرت به ...ولست يا إلهى سوى الرب الكريم الجواد الحنان المنان ...........
فجد بفضلك وفض بكرمك وعد بحلمك مرض قلبى الجاهل فضلك ,,,,وارحمنى وأهلى وذريتى واكتب لى السلامة من كل إثم والغنيمة من كل فعل والنجاة من النار ونيل الأوطار والإستزادة من علم المختار ومخالفة الكفار والستر فى الدنيا والآخرة
الإمضـــــــــــــــــاء
عبد عصاك ولا يزال مكابرا
ولقد وجدتك للعصـــاة غافرا