هذا أبى من خلف نافذة الزمان عرفته
هذا أبى من خلف أجنحة الغمام أراه
هذا الذى ضاق المكان بحبه
وتعطرت من كرم العطاء يداه
أم شفوق لا يجاد بمثلها
رجل كريم لا تطال يداه
وأخط بالقلم الكئيب حكاية
أخطو كما كانت تدب خطاه
يحنو كما تحنو الظلال على المها
ويدب فى سعى يطول مداه
كم قد فقدت حنانه وجماله
كم قد فقدت وما فقدت سواه
روح الحبيب ترف فوق رؤوسنا
ونظل نحكى ما نحيط عطاه
أبتاه قد كنت العظيم مكانة
يا من منحت الزهر مسك شذاه
وبكيت يوما فى الزمان ذكرته
قد طال فيه الحزن فاق مداه
غيبت فيه عن الحبيب فزارنى
لما رانى فى العذاب تحدرت عيناه
منيت نفسى أنه أراه هنيهة
وأظل أسكب أدمعى لأراه
لكنه حكم الزمان فسامنى
سوء العذاب فأبعدت رؤياه
ذكراك يا تاج الأبوة قائم
أنا لا أزال مؤملا برضاه