قال عبد الله بن جعفر -رحمه الله - لابنته :يا بنية ,إياك والغيرة ,,فإنها مفتاح الطلاق، وإياك والمعاتبة فإنها تورث الضغينة ، وعليك بالزينة ، واعلمى أن أزين الزينة الكحل، وأطيب الطيب الماء.
وقيل الزواج هو الشفاء لكل أمراض المراهقة
ومن أطرف الحكايات عن الزواج : أنه تزوج معاوية من ميسون البحدلية ، وكانت ذات جمال بديع وحسن خلاب يلعب بالألباب فأسكنها القصر منعمة مكرمة ولكنها اشتاقت لحياة البادية فى الصحارى والقفار فقال لها: أتتركى القصور وتسكنى الخيام تعبث بهن الرياح فأنشدت:
لبيت تخفق الأرياح فيه أحب إلى من قصر منيف
فقال أتتركين لبس الشفوف من الثياب الناعمة والحرير والديباج فأنشدت:
ولبس عباءة وتقر عينى أحب إلى من لبس الشفوف
فقال وتتركين اللين من الطعام والفاخر من الحلواء فأنشدت:
وأكل كسيرة من كسر بيتى أحب إلى من أكل الرغيف
وأصوات الرياح بكل فج أحب إلى من نقر الدفوف
وكلب ينبح الطراق دونى أحب إلى من من قط أليف
وخرق من بنى عمى نحيف أحب إلى من علج عنوف
خشونة عيشتى فى البدو أشهى إلى نفسى من العيش الظريف
فما أبغى سوى وطنى بديلا فحسبى ذاك من وطن شريف
وقيل أنه طلقها ثلاثا ،ثم سيرها إلى أهلها بنجد ، وكانت حاملا فى يزيد فولدته بالبادية ، وأرضعته سنتين ، ثم أخذه معاوية منها بعد ذلك العفو
ومن جميل ما حدث به الإمام الشافعى رحمه الله لزوجته ينصحها:
خذى العفو منى تستديمى مودتى ولا تنطقى فى سورتى حين أغضب
فإنى رأيت الحب والأذى إذا اجتمـعا فى القلب لم يلبث الحــب يذهب
يقول نابوليون : الذى يدع امرأته تحكمه فلا هو رجل ولا امرأة ,إنه لا شئ
ويقول برنارد شو : المرأة ظل الرجل عليها أن تتبعه ،لا أن تقوده
ويقول المثل الصينى : البيت الذى تمارس فيه الدجاجة عمل الديك فإنه يصير إلى الخراب
ويقول شكسبير "لا تطلب الفتاة من الدنيا إلا زوجا ،فإذا جاء طلبت منه كل شئ
وقيل : كل امرئ هو صبى فى بيته
وقيل : الزوج كالمصور يريد زوجته أن تبتسم دائما
وقيل : أنت تسب امرأتك إذا امتدحت امرأة أخرى أمامها
وقيل : تكمن السعادة فى بيتك فلا تبحث عنها فى حديقة الغرباء
ومن أجمل ما قال كابو: أذكى الأزواج وألطفهم ،هو الذى ينادى زوجته مهما بلغ بها العمر يا صغيرتى
وودع رجل زوجته فقال :
عدى السنين لغيبتى وتصبرى وذرى الشهور فإنهن قصار
فأجابته وكانت شاعرة مثله:
فاذكر صبابتنا إليك وشوقنا وارحم بناتك إنهن صغار
فأقام وترك السفر
يقول المثل الصينى : إذا نجح زواج ابنتك فلقد كسبت إبنا وإذا خسر فلقد خسرت بنتا
ومن أطرف ما قيل من الحكايات التاريخية العجيبة : أن الحجاج بن يوسف الثقفى وصفت له هند بنت النعمان وكانت امرأة حسناء وشاعرة مجيدة فخطبها وتزوجها وكانت له كارهة وذات يوم وقفت أمام مرآتها تتدلل وهى تصفف شعرها بدلال فقالت :
وماهند إلا مهرة عربية سلالة أفراس تحللها بغل
فإن تلد فحلا فلله درها وإن تلد بغلا فقد جاء بها البغل
وكان يسمعها الحجاج من حيث لا تراه فاغتاظ غيظا شديدا وبعث لأحد عماله ليقول لها( كنت فبنت) وكنت فبنت عند العرب يعنى أنت طالق وأعطاها مهرها مائتى ألف فأعطته المائتى ألف وقالت له خذ هذا المال لخلاصى من كلب ثقيف فسمع عبد الملك بن مروان الخليفة الأموى حين ذاك بطلاقها من الحجاج فأرسل لها : أنى أريد أن أخطبك لنفسى فردت الرسالة قائلة : أو ما علمت ياأمير المؤمنين أن الكلب ولغ فى الإناء فضحك عبد الملك حتى استلقى على قفاه من شدة الضحك ثم أرسل لها قائلا : أو ماعلمت أن غسل الإناء يحل استعماله فأرسلت له قائلة : إن لكل شئ شرطا وشرط عقد نكاحى أن يقود الحجاج محملى من بلدى فى المعرة إلى بلدك فى الخلافة فى حلته كاملة حافى القدمين فما أن وصلت رسالتها إليه حتى أرسل إلى الحجاج بذلك فأذعن وأطاع مغتاظا وعندما تحرك الموكب ففتحت ستارة المحمل فوقعت عينها فى عين الحجاج فضحكت منه سخرية واستهزاءا فقال لها الحجاج : لئن تضحكى ياهند فلرب ليلة تركتك فيها كالقباء المفرج
(الخيمة الفارغة)فأوقعت على الأرض دينارا وقالت أيها الحمال لقد وقع منا درهما فنظر الحمال فقال لها يامولاتى إنه دينار فقالت : الحمد لله الذى أوقع منا درهما فأبدله دينارا فاحتار الحجاج ولم يجب
(أبو سهيلة)