قيل : ( أعجز الناس من فرط فى طلب الإخوان ، وأعجز منه من ضيع من ظفر بهم ) وفى الحديث الشريف عن رسول الله ( المرء كثير بأخيه) وقال بن الأعرابى : لعمرك ما مال الفتى بذخيرة
ولكن إخوان الثقات الذخائر
وقيل الرجل بلا إخوان كاليمين بلا شمال , وقال المأمون : الإخوان ثلاث طبقات : طبقة كالغذاء لا يستغنى عنه وطبقة كالدواء لا يحتاج إليه إلا أحيانا وطبقة كالداء لا يحتاج إليه أبدا
وعن الحسن بن على عليهما السلام : من أدام الإختلاف إلى المساجد أصاب ثمانية خصال : آية محكمة , وأخا مستفادا ,وعلما مستطرفا , ورحمة منتظرة , وكلمة تدل على هدى أو تردعه عن ردى , وترك الذنوب حياء أو خشيةوكان يقال قديما : الصاحب رقعة فى قميص الرجل , فلينظر أحدكم بم يرقع قميصه
وقال علقمة بن لبيد العطاردىلابنه ناصحا (يا بنى : إذا نزغتك إلى صحبة الرجال حاجة ، فاصحب منهم من إن صحبته زانك وإن خدمته صانك وإن أصابتك خصاصة مانك وإن قلت صدق قولك وإن صلت شد صولك وإن مددت يدك بفضل مدها وإن رأى منك حسنة عدها وإن سألته أعطاك وإن سكت عنه إبتداك , وإن نزلت بك إحدى الملمات آساك , من لا تأتيك منه البوائق ولا يخذلك عند الحقائق
وقيل من علامة الصديق أن يكون لصديق صديقه صديقا ولعدو صديقه عدوا
فإن أحب إخوانى لدى من كثرت أياديه على
وقال شاعر عن صاحب له يرثيه بعد وفاته :
أخ طالما سرنى ذكره فأصبحت أشجـــى لدى ذكره
وقد كنت أغدو إلى قصـره فأصبحت أغدو غلى قبره
وكنت أرانى غنيــا به عن النـــاس لو مـــد فى عمره
إذا جئته طالبا حاجة فأمــــرى يجــــوز على أمــــره
وقال الشاعر عن صاحب له :
أخ لك ما تراه الدهـر إلا على العـــــلات بساما جوادا
سألناه الجزيل فما تلــكا فأحســن فوق منيــتناو زادا
فأحسن ثم أحسن ثم عدنا فأحسن ثم عدت له مفادا
مرارا لا أعود إليه إلا تبســـم ضاحكا وثنـــى الوسادا
قال حكيم : ثلاثة لا يعرفون إلا فى ثلاثة مواضع (لا يعرف الحليم إلا عند الغضب , ولا الشجاع إلا عند الحرب ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه ومن أطرف أبيات الشعر التى تتحدث عن الصديق البخيل :
من عف خف على الصديق لقاؤه وأخو الحوائج وجهه مملول
أخوك ما وفــرت مـا فى كيــسه فإذا عبثــت به فأنــت ثقيــل
وقد قال أبو العتاهية فى الصديق النذل :
أنت ما استغنيت عن صاحبك الدهر أخوه فإن إحتجت إليه ساعة مجك فوه ( أى صاح عليك بالقول الناهى و لامك )
وقال شاعر يهجو أخاه بعدما تنكر له:
وكنت أخى بإخـــاء الزمـــان فلما نبا صرت حربا عوانا
وقد كنت أشكو إليك الزمان فأصبحت فيك أذم الزمانا
وكنــت أعـــدك للنــائبـــات فها أنا أطلب منــك الأمـانا
وفى الختام قيل ( من جمع لك مع المودة الصادقة رأيا حازما , فاجمع له من المحبة الخالصة طاعة لازمة )
( أبو سهيلة)