هذا هو "شعار" سنة من سنوات إشتراكى فى نشاط مدرسى منذ كنت فى الصف الخامس الإبتدائى
صحيح أنه منذ ما يقرب من 12 عام الا أنى اتذكره جيدا ، و اردده بين الحين و الأخر و يذداد تعلقى به يوما بعد يوم ...

كنا فى هذا الوقت نناقش الله خلقنا مختلفين
نناقش ان إختلافاتنا كأفراد ، و كأصحاب فى "الفريق" لا تفرقنا بل تُجمعنا....
كيف نستعين بالفنان فى وقت حاجتنا للرسم ، و كيف نستعين بالكاتب وقت كتابه المقالات
كيف نستعين بالسريع فى مسابقات السرعة ، و كيف نستعين بالهادئ و الرزين فى التكلم باسم المجموعة...
كيف يحتوى "المهرج" أو "القائد" المنطوى أو الخجول ، و كيف نحث الذى لا يحب الكلام على المشاركه معنا...

جميعها على مستوى الفريق و كيف نكون بأنفسنا نحن الأطفال المختلفين فريق متكامل و قادر على إدماج جميع المهارات و الإختلافات مع بعضها ...

و ها هى الأيام تمضى و تظهر "تحديات" أكثر من مجرد قبول إختلافاتنا فى الصفات أو فى الذكاء بل تظهر إختلافات أكثر و أكثر ....

أنظر للعالم من حولى الأن ، و أتذكر الشعار " بنغمات إختلافاتنا نعزف سر الفرح"
كيف أصبح العالم الأن بسبب إختلافاته يعزف سر الحزن و البؤس و الحروب؟؟

فلان مختلف معى ، إذا هو "غلط" و انا "الصح" الحل فى "الحرب" و محاوله فرض وجهه نظرى ...

أنظر لجميع المشاكل و الصراعات و الحروب ، على جميع الأصعدة و المستويات و الأزمنة ، اجدها جميعا بسبب عدم قبول إختلافاتنا ...

فأجد المشاكل الحالية بين الأصدقاء هو عدم تقبل إختلافاتنا فى التفكير نظرا للتربية و العقلية و و
مشاكل الأسرة ، فى عدم قبول إختلاف تفكير الزوج و الزوجة ، و الحل التفاهم و قبول الإختلاف
المشاكل بين الأندية الرياضية و كرة القدم ، المشاكل بين الأحزاب ، المشاكل العقائد ، و الطوائف و الديانات ، المشاكل بين العائلات ، المشاكل بين البلدان ، و بين الدول و الشعوب و القارات ...
المشاكل بين الحضارات ، و الثقافات ...

الحروب العالمية ، و الحروب الأهليه ، و الحروب الدولية ، جميعها بسبب عدم القدرة على التعايش بسلم و محبة مع المختلفين...
و لا داعى لذكر أمثله ، لأن الأمثلة كثيرة و الحروب كثيرة و مازالت مستمرة

بدأنا نتعارك بسبب إختلافاتنا ، و نسينا أن الله فعليا جعلنا مختلفين ... جعل بعضنا ببشرة بيضاء و بعضنا ببشرة سمراء
جعل بعضنا طويل و الخر أقزام ... جعل بعضنا سليم و الأخر مُعاق..
بعضنا ذكور و الأخر إناث...
جعلنا بداخل انفسنا "مختلفين" فأحيانا نكون نشطاء ، و أحيانا أخرى هادئين..
أحيانا نريد الكلام و احيانا أخرى نفضل الصمت ...

تخيلوا لو جميعنا يحب الكلام ، أو جميعنا يحب الصمت ، لو جميعنا "متسرع" لو جميعنا "حساس" أو "عملى"
لو جميعنا "ينفعل بسهولة" لو جميعنا "قائد" بطبيعته ...
أظن سينفجر العالم سريعا
:)

جعل الله الكون كلة مختلف ...
جعل نهارا و ليلا ، جعل أنهار و مياه عذبة و مياه مالحة
جعل صحراء و جعل حقول خضراء
جعل الله حتى الخليه مختلفة ، الكترونات سالبة و و بروتونات موجبة ... و سر إحتفاظ الأشياء بثباتها و بشكلها هو تناغمها و تناسقها مع بعض...


الله فعليا خلقنا مختلفين ... و الله يخلق كل شئ جميل ... إذا الإختلاف جميل ...
جعلنا الله فى البداية منذ ادم و حواء فى الجنة ، و جميع الكائنات مختلفة عن بعضها البعض
و لكنها قادرة على التعايش مع بعضها البعض بإختلافاتنا...

جعلنا الله مختلفين حتى نتعايش و نتناسق مع إختلافاتنا الداخلية و الخارجية

و نشعر بقمة الفرح و السعادة عندما نتقبل أنفسنا و نتقبل تناقضتنا ونصل لتناسق داخلى مع أنفسنا..
و من ثم نتقبل إختلافات الأخرين ، و نتناسق و نتعايش معهم فنشهر بقمة الفرح و السعادة أيضا...

و من وجهه نظرى طالما لم نتوصل لأن نتسق بداخلنا و مع الأخرين و لم نتوصل لكيف يريدنا الله ان نتعايش مع إختلافاتنا ، لن نتوصل للسعادة الحقيقة و لن نتوصب لما يرده الله منا...

إذا لم نتوصل لان تكون إختلافاتنا مصدر لسعادتنا لا لحزننا

فلن نسعد أبدا فى هذه الحياة

و بالرغم من ان الموضوع فعلا صعب و ملى بالكلام و الإكتشافات الا أنه يستحق المحاولة :)


فأرجوكم دعونا نعزف بإختلافاتنا سر الفرح

ماشى
:)

تحياتى