تكلمت عن الحب و التفائل و الشجاعة
وعن الخوف و السلبية و الوطنية
و أخيرا عن الحرية و عن دخول العام الجديد بشجاعة و روح قوة...
و اليوم و بعد 9 أيام فقط من العام الجديد
و حزنى بعد عملية نجع حمادى ليلة 7 يناير،
التى أدت الى إستشهاد 7 مصريين (مسيحيين و مسلم) وإصابه 9 أخرين، و أحداث الشغب التى تلتها
لا أعلم ماذا أقول ؟؟
و بالرغم من وجود الكثير من الكلام ، فانا لا أعلم كيف أتكلم و عن ماذا أتكلم ...
عن الوطن و عن التاريخ الذى يشهد بترابط المسيحين و المسلمين على مر العصور؟؟
عن الكراهية و الغضب الذى أدت الى هذا العنف الأن؟؟
كثير من المصريين الأن أصبحوا خائفين ...
لم أعد أقدر أن أسميها "حساسية زائدة" بعد الأن...
ما الذى أدى الى هذا ؟؟ و ما الذى يمنع تكرارها أو إمتدادها لمناطق أخرى ...
كيف نطمئنهم ؟؟
ربما لا أريد إجابات ، بقدر ما كنت أريد ان أتسائل ...
أدعو الله أن يحل الحب و السلام بين الناس.
شكراكل تلك الكراهية
بقلم نفيسة الصباغ - المصرى اليوم ٩/ ١/ ٢٠١٠
نتجمد ألما لمشاهدة دماء الأبرياء تهدر فى فلسطين ويخرج الجميع إلى الشوارع منددين بالعدوان، بينما نجد من بيننا من يقدم على إراقة دماء أبناء وطنه، بسهولة شديدة. دون أن نلمح التأثر نفسه بين الجميع، ويخرج فجأة من يؤيد وتزيد الكراهية البعض يكره المتطرفين وآخرون يكرهون الأقباط وآخرون يكرهون الجهات الأمنية التى تتوانى عن تأدية وظيفتها فى تأمين المواطنين لصالح الأمن السياسى.
بعد كل حادث صدام بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، تبدأ الإجراءات الأمنية والبحث عن الجناة وإلقاء القبض عليهم وتنتهى المشكلة ويتم إغلاق القضية باعتبارها حادثاً عابراً وانتهى. كل الحوادث التى سميت «فردية» فى السابق، لم تكن كذلك، ولم تلق حقها من التحليل والدراسة والعمل على إنهاء الأسباب التى أدت إليها والتى كانت فى بعض الأحيان بعيدة عن التطرف الدينى، لكنها ظهرت فى الوسائل الإعلامية المختلفة باعتبارها حوادث «فتنة طائفية» وخرج فريق يؤكد اضطهاد الأقباط فى مصر،
وآخر يعارض التطرف الإسلامى وثالث يعلن أن أقباط مصر لديهم حساسية زائدة فى تناول أحداث الصدامات مع المسلمين ويتهمهم بإدخال أنفسهم فى عزلة، وفريق يحول المسألة برمتها إلى مجرد «حادث فردى» ينتهى بالقبض على الجناة وعقابهم. تتصاعد الضجة وتدخل أطراف دولية أو لا تدخل ثم تهدأ الأمور ليعود السيناريو نفسه مرة أخرى مع واقعة جديدة.
الأكثر غرابة هو أن الغالبية يفوتهم الحديث عن الحياة العادية اليومية للبشر فى المناطق التى وقعت فيها تلك الحوادث، ويتناسى كثيرون أن السبب الحقيقى موجود هناك على الأرض سواء كان التطرف أو خلافات عادية بين أفراد أو كليهما معا.
ووسط دوامة التصريحات والتصريحات المضادة التحليلات العامة لا يربط غالبية المتحدثين و«الخبراء»، بين الحادث وبين تفاصيل الحياة اليومية للمسيحيين والمسلمين فى تلك المنطقة وعلاقاتهم مع الجيران وأهالى البلدة أو القرية أو المدينة.
وسواء كان السبب هو التطرف أو خلاف عادى –كما يحلو للجهات الأمنية أن تفسر كل الحوادث - فالعودة إلى حياة البشر وعلاقاتهم أمر حتمى للتأكد من السبب وتحليله ومعرفة أفضل الطرق لضمان عدم تكراره.
المشكلة الأكبر فى تعميم كل حادثة هو تحزيب الجمهور من المشاهدين والمستمعين والقراء الذين لم يعايشوا الواقعة ولم يروها بأعينهم. فيميل المسلم –كثيرون منهم على الأقل- لاتخاذ موقف المسلمين سواء بتأييد المعتدين أو بإلقاء اللوم على الأقباط بدعوى حساسيتهم الزائدة أو عزلتهم أو غيرها من الأسباب المعادة المتكررة.
وعلى الجانب الآخر يميل الأقباط لاتخاذ موقف أبناء دينهم وكل منهم يسترجع تفاصيل ومواقف تمييز ضدهم. فيتحول الوطن إلى فريقين ومع تكرار الحوادث بالسيناريو نفسه يزيد الحاجز بين الفريقين.
التطرف موجود ولا ينكره إلا جاهل أو متجاهل، وليس من المسلمين فقط وليس فى مصر وحدها. كما أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية تدفع المصريين جميعا لأن يكونوا أكثر عصبية وأقل صبرا وأميل للعنف. وحين تضيق الدنيا بشخص يتجه نحو الحلقة الأضعف فى حياته سواء الأطفال أو المرأة أو الآخر الذى يختلف معه فى الديانة أو الرأى.
الأسباب كثيرة وكل منها به جانب من الحقيقة ولن يمكن لشخص أو جهة تحليل واقعة ما ووضع آلية لتجنبها دون العودة للأفراد على الأرض وشكل حياتهم اليومية وهو ما يفوت البعض ويتجاهله البعض الآخر ويفرض على فريق ثالث عدم السعى وراءه.
كل النظريات التى تنطلق من بعيد يجانبها الصواب فى بعض أجزائها على الأقل، فالحقيقة الكاملة موجودة على الأرض بين الناس لمن يريد وضع حلول والقضاء على كل تلك الكراهية.اعتذار لكل قبطى
بقلم سليمان جودة - المصرى اليوم ٩/ ١/ ٢٠١٠
كنتُ قد وصفت الإسلام فى بلدنا، فى هذا المكان، أمس الأول، بأنه إسلام معتدل، وأن اعتداله هو الذى جعل مصر خارج قائمتين صدر بهما بيان عن الإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضى، فى أعقاب محاولة الشاب النيجيرى عمر الفاروق تفجير طائرة أمريكية، كانت قادمة من هولندا إلى الولايات المتحدة.. أما القائمة الأولى، فهى تضم عشر دول أغلبها دول عربية، وكلها إسلامية، وسوف يخضع مواطنوها جميعاً لإجراءات أمنية غير مسبوقة، إذا فكر واحد فيهم، منذ اليوم، فى دخول أى مطار أمريكى!.. وأما القائمة الثانية فتضم ٤ دول، قالت عنها واشنطن، إنها ـ أى الدول الأربع ـ ترعى الإرهاب!
وقد لفت نظرى، أن أحد الذين علقوا على ما كتبتُ، على موقع الجريدة الإلكترونى، قد قال إن الإسلام لا يجوز أن يوصف بأنه غير معتدل، لأنه معتدل فى كل الحالات، وأن مثل هذا الوصف يجب أن يتجه إلى ممارسات بعض المسلمين أنفسهم، ولابد أن صاحب هذا التعليق عنده كل الحق، فالإسلام كدين، إنما هو معتدل فى كل حالاته، كما أنزله الله تعالى، ولابد أيضاً أن الذى يجعله غير معتدل فى نظر كثيرين إنما هم بعض المُنتسبين إليه، بما يفعلونه أحياناً، وبما يقولونه أحياناً أخرى!
ومن الضرورى أن يُقال هنا، إن عمر الفاروق، بما كان يريد أن يفعله، حين فكر فى تفجير الطائرة، قد جعل دينه، فى نظر الملايين على امتداد الأرض، ديناً غير معتدل، رغم أنه فى حقيقته على غير ذلك تماماً!
ولو أن عمر الفاروق، قد فكر لحظة واحدة، قبل أن يقرِّر أو يحاول بمعنى أدق، تفجير الطائرة إياها، بركابها الثلاثمائة، لكان قد اكتشف أنه لو كان قد نجح فى تفجيرها، فلن يكون ركابها فى الحقيقة هم ضحاياها، وضحاياه، وإنما الضحايا الحقيقيون لما فكر فيه الشاب عمر الفاروق، هم مليار و٣٠٠ مليون مسلم، موزعون على أنحاء الدول العربية والإسلامية جميعاً،
وقد وجدوا أنفسهم، بعد فشل المحاولة، فى موضع يوجب عليهم الاعتذار، عما كان الفاروق سوف يرتكبه، وفى محل إهانة لحقت بهم، وسوف تلحق بهم، فيما بعد، عندما يجدون أنفسهم مُرغمين على خلع هدومهم والوقوف عرايا، عند أى بوابة تؤدى إلى أى أرض أمريكية، خضوعاً لإجراءات التفتيش.
ولا يختلف ما أقدم عليه عمر الفاروق، عما ارتكبه شاب أو أكثر، فى مدينة نجع حمادى، فقتلوا ٧ أفراد كانوا قد خرجوا من إحدى الكنائس، احتفالاً بعيد الميلاد، وكان معهم أمامها شرطى مسلم، فالذين قتلوا السبعة أفراد، لم يقتلوهم هم، فى حقيقة الأمر، ولم يسيئوا إلى المسيحيين فى مصر وحدهم، ولا تسببوا فى أذى للأقباط وحدهم أيضاً، ولكنهم ألحقوا أبلغ الأذى وأفدحه، بـ٨٠ مليون مصرى، وأوقفوا المسلمين منهم، فى موقف الاعتذار، والأسى، والأسف لما حدث!!
كان عمر الفاروق، يريد أن يأخذ معه ركاب الطائرة، ويهبط بها، بعد تفجيرها، فإذا به يأخذ ملياراً و٣٠٠ مليون مسلم، إلى منحدر يجدون أنفسهم فيه الآن، أمام العالم، وكذلك فعل الجبناء، بالنسبة لنا فى مصر، فى حادث نجع حمادى الذى أساء إلى كل مسلم، وجعله مديناً باعتذار لكل قبطى!