الحقيقة ان هذا الموضوع كنت قد كتبته فى منتصف شهر يناير 2011 بعد الأحداث الغريبة التى شهدتها مصر بداية من أول يوم فى السنة 2011 من تفجيرات فى الأسكندرية و أحداث قطار سملوط ....
و ربما بعض المعلومات الموجودة فى هذا المقال ، كانت من المعلومات الموجودة بكثرة على الأنترنت و التى أدت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فى خروج الجموع يوم الثلاثاء 25 يناير للمطالبة بإسقاط النظام
و لكن لم يكن عندى الوقت الكافى لأضعها فى المنتدى و لكن "كل تأخيره و فيها خيره"
فها هى الحقيقة تظهر يوما بعد يوم ، لنكون وجهه نظرنا السليمة التى ستجعلنا ننجو بهذا البلد
:)
اليكم الموضوع :


" للمضطربون نفسيا...



مؤخرا ، إصطدمت أكثر من مرة بالمصطلح "مضطرب نفسيا" (مش هأقول "مختل عقليا" أو " مجنون" لأنها تهمة اليومين دول :) )


بحكم تواجدها بكثرة هذه الأيام سؤاء فى الجرائد أو فى التلفزيون أو فى احاديثى اليومية مع زملائى أو أصدقائى.


و الحق يقال ان سلسلة الإصطدامات هذه أبتدأت من زمن .... ببرنامج تليفزيونى منذ حوالى 4 أشهر !! على قناة الجزيرة كان يتكلم عن إحصائيات المرض النفسى فى العالم ، و أتذكر أنى تفاجات وقتها بتعريف المرض النفسى و بالأرقام مما جعلنى أكتب فى وريقة صغيرة خلف المتكلم ، النقاط المهمة التى صدمدتنى، لم أكن أتخيل أنى سأرجع لها بهذا الشوق لمعرفة المزيد عن الإضطرابات النفسية فى القريب العاجل ...


الوريقة التى أخرجتها من أوراقى المندسة فى كل مكان ، كان بها الأتى و بالمناسبة و للمصداقية المتكلم كان الأستاذ "أسامة رفعت" مدير تخطيط بالأمانة العامة للصحة النفسية فى مصر ( لم أكن أعلم وقتها أن لدينا منظمة تسمى الأمانة العامة للصحة النفسية فى مصر ، و لا زلت لا أستوعب كيف ان لدينا من يهتم بالصحة النفسية للمصريين و لدينا مثل هذا الواقع و الإحصائيات) :


الأمراض النفسية ليست فقط مرض "الجنون" ، بل يعتبر الإكتئاب و القلق النفسى و الإدمان أحد أشهر الإمراض النفسية !!



ملحوظة الإدمان يدخل من ضمنه إدمان المخدرات ، إدمان السجائر ، إدمان الأكل ، إدمان الجنس... ، إى إدمان


(تخيلت نسبة المدخنين سواء السجائر و خلافه + نسبة القلوقين و المكتئبين من حولى ، فلم أجد أحد متبقى....)



يوجد 450 مليون "مضطرب نفسيا" بدون علاج فى العالم ( بدون علاج ؟؟ أى بالإضافة الى من يُعالج و معروف ، يوجد المزيد من المضطربون و لكن غير معروفون و لا يعلاجون...يا ترى ما هى إحتمالية ان نكون من هؤلاء الغير معروفون ؟؟



¼ سكان العالم سيصابون بإضطرابات نفسية فى المستقبل القريب ( اى فى كل أسرة مكونة من 4 أفراد ، واحد منهم سيكون "مضطرب نفسيا" و كل مجتمع أو مجموعة مكونة من 40 فرد 10 منهم سيكونون غير أسوياء )



3000 شخص فى العالم ينتحرون سنويا ( هذه البيانات من منظمة الصحة العالمية و وفقا للإحصائيات المُبلغة)



99% من الإضطرابات النفسية بسبب البطالة ، و فى المجتمعات النامية ( يعنى 445 مليون مضطرب نفسيا موجود حاليا فى الدول النامية وسبب الإضطراب هو البطالة !!



- الإكتئاب ثانى مسبب للأمراض النفسية حتى 2030



- فى إحصائيات مصرية أنتشر المرض النفسى بنسبة 9 % فى سنة واحدة



لا توجد برامج كشف مبكر للأمراض النفسية و لا توجد خدمات علاج نفسية من الأساس فى مصر ماعدا القاهرة فقط!!



الى هنا انتهى الحديث الذى سمعته بأذنى من أربعة أشهر فى التليفزيون و جعلنى أتسائل ... إذا كانت هذه هى النسب العالمية و إذا كانت البطالة و الفقر من مسببات الإضطرابات و إذا كانت الدول النامية لديها أكثر معدلات الإضطراب النفسى...


يا ترى كم ممن أقابلهم يوميا أو أعرفهم عامة ، مضطربون نفسيا و حتى لو لم يظهروا ذلك ...


الحقيقة أفادنى هذا التسائل كثيرا ـ فلم تعد دهشتى كما كانت حينما أسمع : معلش أصله "مضطرب نفسيا" أو "أوضحت التقارير أن المجرم "مضطرب نفسيا"


فماذا نتوقع إذا كان ربع سكان العالم "مضطربون نفسيا" و أغلبهم فى الدول النامية ، و سبب الإضطراب هو البطالة او الفقر؟؟


هذا دون الرجوع للإحصائيات الخاصة بمصر فقط ، و لكن من يريدها فاليبحث عنها فى تقارير الجهاز المركزى للتعبئة و الإحصاء و اليكم بعضا منها هنا:




20 مليون مصري مصابون بالاكتئاب.



1200 حالة انتحار سنويا .. 24% منها في القاهرة ، 19.5% في القليوبية.


المركز 57 من بين 60 دولة في تقرير البؤس العالمي من حيث معدلات البؤس والشقاء والتخلف والفقر. (مؤشرات الفقر)



48 مليون فقير يعيشون في 1109 مناطق عشوائية - أي 45% من المصريين


(تقرير صندوق النقد الدولي للتنمية الزراعية)



2.5 مليون مصري يعيشون في فقر مدقع (تقرير الأمم المتحدة للتنمية الإدارية)



45% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر يحصلون على أقل من دولار في اليوم (لجنة الانتاج الزراعي يمجلس الشورى).



41% من إجمالي عدد السكان في مصر فقراء (تقرير التنمية البشرية العربية 2009) (28.6% في لبنان - 30% في سوريا - 59.9% في اليمن).



12 مليون مصري ليس لديهم مأوى منهم 1.5 مليون يعيشون في المقابر (الجهازا لمركزي للتعبئة العامة والإحصاء).



16% من دخل الفرد في مصر ينفق على الطعام والشراب.



46% من الأسر المصرية لا تجد الطعام الكافى للحركة والنشاط (تقرير لشعبة الخدمات الصحية والسكان بالمجلس القومى للخدمات والتنمية الاجتماعية التابع للمجالس القومية المتخصصة).





بعد هذه الأرقام أجدنى لا اعلم ماذا أقول:


هل أوجهه كلامى للمضطربون نفسيا ، و أقول لهم أنى أتعاطف معكم و أتفهم ما الذى جعلكم مضطربون نفسيا؟


أم أوجهه نصيحتى للعاقلين و اقول لهم : إحزروا من المضطربين نفسيا فهم حولنا فى كل مكان !!!


لانه حينما سيفعلون أى شئ سيكون لهم مبررهم ، فهم "مضطربون نفسيا"


------------------------------------
الأن و بعد ما حدث من كشف لحقيقة الأوضاع التى كنا نعيشها فى مصر قبل 25 يناير
و بعد أكتشفنا انه برغم الفقر و الجهل التى تقبع فيه مصر ، و برغم الإضطراب النفيسى الذى يعانيه أغلبية الشعب المصرى بدأ من الإكتئاب الى الجنون الرسمى...

الا انه فيه أمل :)

فالشعب جميعا وقف بجانب بعضه يحمى مساكنه ، الشعب بفقرائه قبل أغنيائه التف حول المستشفيات و الأثار ليحميها...
ربما يكون المرضى النفسييون الأن هم الذى لا يزالوا يعيشون فى العصر القديم ، لا يزالون يفكروا بالطرق القديمة ، لا يزالون يعتبروا قوتهم فى رسم "سيناريوهات افلام" ليكذبوا على الشعب بها ،
الشعب الذى أصبح يفهم جيدا و لو بغير إستناد الى منطق أو أوراق لحقيقة ما يحدث حوله
أعلم جيدا ان المضطربون نفسيا لا يزالون من حولنا و بكثرة ، و لكن الأن فيه أمل أن يُعالجوا ، ليس فقط لان الفقر سينقص و المستشفيات ستتحسن بإذن الله فى خلال السنوات القادمة...
و لكن لأنهم سيرون فيمن حولهم نبض جديد ، سيرون فى أخوانهم الشعب العادى من يمد لهم يد العون و يفهمهم و يتكلم معهم بصدق و حرية و ديمقراطية و أهم من هذا كله
بحب ، لانهم مصريون و أبناء وطن واحد و لاننا جميعا فى نفس المركب...
لذا فرسالتى الأخيرة للمضطربون نفسيا.... أحبكم و أفهمكم ، و سننجح معا فى جعل المصريين جميعا أسوياء مرة أخرى

:) أشكركم