أَمَا عَلِمْت بِحُرَقَتِي وَتَرَكْت جَرِّحِي نَازِف
وَنَسِيْت انّي أَقْبَع فِي لَهِيْبِي وَآَلَامِي
نَار تَلَظَّى بِصَدْرِي؛ وَالْيَأْس يَسْتَوْطِن أَحْلَامِي
انْتَظَرْت ان تَسْتَفِيْق عَلَى صَرَخَاتِي فَتَأْتِيْنِي فَارِسِي الْمِقْدَام
تَحْمِيْنِي مِمَّن مَات ضَمِيِرُهُم وَتُنْقِذُنِي مِن كَيْد الْلِّئَام
مَا لُمْتُ صَمْتُكِ لِوَهْلَةٍ وَلَا سَمِعْتُ مَلَامِي
وَمَاذَا أَقُوْلُ انَا الْحَسْنَاءُ لِحَبِيْبِيْ بَعْدَ انْ بَدَّدَ حُسْنِي الْظَّلامِ
بَعْدَ أَنْ صِرْتُ مِنَ حُرَّةٌ لِأُمَّةٍ وَصِرْتُ بَعْدَ الّشُمُوُخ حُطَامِ
وَتَبَدَّلَتْ قُوَّتِيْ لِضَعْفِ وَعَافِيَتِيِ سَقَامِ
مَفْقُوءَةٌ عَيْنَايّ مُنْهَكٌ جَسَدِيْ مُكَبّلَة يَدَايَ بِلِجَامٍ
اسْتَبَاحُوْا ذَبْحِيَ وَسَرِقَةِ مَجْدِيْ وَاسْتَبَاحُوْا فَيّ الْحَرَامِ
قُلْ لِيَ يّافَارِسيّ مَاذَا بَعْدَ أَنْ أَبَاحُوْا الْحَرَامِ؟
فَلَا تَيُأَس فَأَن الْنَصْر قَادِم بِسَاعِد بَطَل قَوِي الْرَّاح
شَامِخ كَالْصَّخْر لَا يَهُزُّه اعْصَار وَلَا تُزَلْزِلُه رِيَاحِ
فَاجْعَل ارْضَي مَقْبَرَة لَهُم وَأَسْتَعِن بِالْصَّبْر وَالْأَمَل سِلَاحِ