(رجم ثريا .م) ....ومشهد مؤلم من فيلم
منذ يومين وأنا في حالة مزاجية سيئة ومقبضه جدا سببها الأول هو مشهد شاهدته من فيلم
ربما ليس هو كل الأسباب ولكنه اغلبها والباعث لها وليس أنا فحسب بل (أم مصطفى) أيضا
ربما أسوأ بكثير..رغم أنها لم تشاهد سوى حجرا واحدا!! . ولم تستطع أن تكمل !!
نعود لهذا الفيلم الذي لم أشاهده كاملا فقط الثلث أو الربع الأخير منه
لم أكن اعرف اسمه ولا أغراضه وأهدافه ولن أتحدث أصلا عنها
فقط سأروى لكم ما رأيته... ما رأته عيناي وما رآه عقلي وشعر به وجداني
الإنطباع الأولى قبل أن يختلط بأي أمور أخرى
إثناء تقليبي السريع للقنوات بالريموت توقفت للحظات أمام هذا الفيلم الأجنبي والذي كان يبدو من لغة أبطاله وملابسهم انه تركي أو إيراني غالبا وبالفعل بمتابعه صغيره أدركت أن الأحداث تدور في قرية إيرانيه
كانت سيدتان تتحدثان وإحداهما تطلب من الأخرى أن تهرب بسرعة لأن القوم قد اجمعوا أمرهم على قتلها
لم يكن منطقيا فى هذه اللحظة أن أدير الريموت على قناة أخرى الفضول يدفعني لأعرف هل ستنجح أم لا ...
بعد قليل وبعد أن أغلقت في وجهها كل السبل وأصبح تنفيذ حكم الإعدام فيها أمرا حتميا إلا إذا حدث ما يمكن أن يتوقع بمنطق الأفلام من مبرر خارق أو مختلق لإيقاف كل هذا
المفاجئ لى عندما علمت إنهم سيعدمونها رجما بالحجارة
وهى عقوبة أن وقعت في حق امرأة فلأنها زنت وهى متزوجة هذا هو حدها فالشريعة الإسلامية ولأني لم أكن شاهدت الفيلم منذ البداية فهذا ما توقعته وكان صحيحا وخاصة مع هذا المشهد مع ابنيها الذين ربما هي طلبت رؤيتهما حين أخبرتهم أن والدهما (زوجها) هو من لفق لها الأمر ليتخلص منها (لم اعرف لم يريد التخلص منها) ولكنه نجح وفشلت هي في إقناع الصغيرين ببراءتها واللذان اصطحبهما شخصا ما بعيدا عنها
بعدها كانت تعطى الفتاتان الصغيرتان اغراضها أو لنقل حليها أوذهبها وهى توصى كل منهما أن تعطيه لأبنتها عندما تكبر
حقيقة عندما كنت أفكر في أن هذا ممكن أن يكون حقيقا اعتقد انه كان رهيبا كيف يكون إحساس أم لن ترى صغارها بعد ساعة واحده لن تطمئن عليهم ولا تعرف مصيرهم لن ترى الشمس ولا الأرض
هل هي كافيه هل ساعة واحده تكفى.... تكفى لماذا ؟
هي برئيه ولكن هذا لم يعد مهما فالقوم اجمعوا أمرهم عليها ولن يمنعهم إلا معجزة والمعجزات لا تحدث إلا للأنبياء أو الأولياء وهى ليست منهم
وبمنطق السينما لا تحدث إلا إذا أراد المؤلف أو المخرج هذا وما أسهله
وطبعا لم أنا اقرأ سيناريو الفيلم مسبقا لاستنتج ذلك
ولا تربطني علاقة شخصيه بالمخرج لأعرف ماذا ينوى!!
حتما ينوى الأسوأ ينوى التشويق والاثاره
إثارة مشاعرنا حتى الذروة
وبخلاف هذا وذاك كيف تفكر في تجربه الموت ذاتها.. لحظتها وما بعدها وما أدراك ما بعدها
أو ربما هذا ما فكرت أنا فيه
فلم يعد احد ليخبرنا بما حدث
سواء أكانت خاطئة أم لا
فلا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون
تجربة الموت وألمها ورعبها
شجاعة لا يمتلكها إنسان ليواجه عقوبة الإعدام
ربما لو كان جنديا في ميدان....مدافعا عن إنسان....أو صاحب قضيه أو مبدأ
ربما....و لكن الآن ليس وقت شجاعة أبدا
......................
طلبت منها السيدة الأخرى(خالتها) كما اتضح فيما بعد أن تبكى إن أرادت علها ترتاح
لم تبك فقط قالت إنها لا تخشى الموت ولكنها خائفة من الألم من التجربة
كان نفس ما شعرت به وفكرت به قبل أن تقوله ورغم انه سيناريو معد سلفا إلا انه مطابق لتصور الكاتب
وربما لا يكون مطابقا لحقيقة الأمر
فلم يصف لنا من كان فى موقفها تجربته فالأمر جلل ولم يكن الوقت ليسعفه ولا تحتمله طاقه بشر
في هذه الأثناء كانت تعد العدة..
فحتى الأطفال انشغلوا بجمع الأحجار بل وتكسير الصخور للمزيد والمزيد من الأحجار
أحجارا تكفى لقتل عشيرة وليس فقط إنسانا واحدا
وحفر هناك في المكان.. وسط الميدان لها حفرة.. وقد رسموا على بعد أمتار منه شريطا على شكل قوس ...ربما لكي لا يتجاوزه احد الرامين وكأنهم يحددون ملعب كره !!
ولكن الهدف هذه المرة إنسان
كانت مباراة غير متكافئة مطلقا مباراة نراها كل يوم بين الحق والباطل بين الخير والشر بين الجاني والضحية الظالم والمظلوم
المشهد هو ذاته وبحذافيره
حين تقيد الضحية وتمنع حتى من الدفاع عن نفسها
تترك هدفا سهلا للجميع الظالم ومن لا يعنيه شيء.. من لا يفهم حقيقة الأمر
فقط ينهال الجميع دون اكتراث وبكل حماس على الضحية دون الجاني
ورغم إنني لا اعرف الطريق الشرعية لتنفيذ هذا الحد بكل تفاصيلها والتي يبدو أن المخرج قد حرص على إبرازها ربما لتوضيح معاناة الضحية
وأنا الآن لا انتقد حدا من حدود الله لا سمح الله رغم قسوته الرهيبة ربما لأن الجريمة كبيره
ولا أنوى مناقشه الحيثيات وكل النقاط ذات الصلة به
بل في هذه الحالة التي سينفذ فيها الحد الرهيب في إنسانه بريئة
تآمر عليها فيها زوجها وشيخ القرية وآخرون ممن شهدوا زورا عليها
ولا حتى بصدد مناقشه حجم جرمهم ولا ولا ولا
فقط أكمل اللوحة الحزينة كما رأيتها
طلبوا من (خالتها) والوحيدة في الفيلم التي يبدو إنها مشفقة عليه ومقتنعة ببراءتها أن تخلع عنها عباءتها السوداء لتظهر تحتها ملابسها البيضاء
ولا اعرف هل كان هذا مقصودا لسبب ديني أم درامي أم ماذا؟
طلب منها أن تقول شيئا لم تقل أكثر مما هو متوقع كان ملخصه إنها تتساءل لماذا؟
لماذا فعلتم بى هذا ؟
لقد كنت أمكم وأختكم وجارتكم وكنت وكنت وكنت أنا لم أؤذى أحدا ولم أكن لأحد ضغينة
لماذا تضحون بى الآن ؟!
ربما لم تكن تقصد فقط الجناة بل الصامتون عن الحق الذين وقفوا - دون أن يعلموا- مع الباطل صفا واحدا
فأحدا لم يقف بجانبها, الجميع اجمعوا أمرهم عليها
ورغم أنى شعرت للحظة أن أداء الممثله لم يكم مقنعا كفايه ..
ربما كان عليها ان تتوسل او تصرخ او تبكى
كان ينبغى أن تمزق قلوبنا
لا اعلم... ربما كان هذا مقصودا ..ربما هى حالة الذهول وغير التصديق
ربما كان الاقرب للواقع وإن بدا العكس......لا يهم
فرغم هذا كنت كمشاهد انتظر مفاجئه أو لنقل شيئا متوقعا بلغه السينما فكيف تكون الإثارة دون مفاجآت
ربما لو كان فيلما أمريكيا (وهو كذلك) أعنى من أفلام الأكشن (إياها) لحضر فجأه البطل الذي يهزم الجميع قبل أن يفك وثاقها في اللحظة الأخيرة أو حتى
لتأثر الحاضرين بكلمات تنطقها أمراءه أو طفل أو حتى عابر سبيل فيثور الصامتون على المتآمرون بعد أن تصحو ضمائرهم فجأة !!
ولو كان فيما هنديا أو حتى فيلم عربي
لارتدت الأحجار في الهواء من تلقاء نفسها على طريقه (فيلم رابعة العدوية)
ليهتف الجميع إنها معجزة
وفى النهاية تنقذ السيدة
ولأنها ليست رابعة العدويه ولأنها ليست من أولياؤه الله الصالحين ولأنها مثلها مثل الملايين من الضعفاء والمستضعفين ولأن المخرج لم يسبق له التعرف على مخرج فيلم رابعة
ولا ممن يؤمنون بالمعجزات ولأنه أراده فيلما واقعيا حقيقيا
لم يحدث أيا من هذا
فالمرأة قيدوها بطريقه عجيبة (ربما كان هذا ما يحدث فعلا) وقد ربطوا يديها من الخلف بينما بقى ساعديها ناحية الأمام وهما مفرودتان بعيدتان عن بعضهما فبدت كما لو أنها تتوسل !!
تتوسل الرحمة ممن لا يعرفها ؟!
وفى الحفرة وضعوها وحتى وسطها عليه ردموها حتى طلب منهم العمدة أخيرا التوقف للبدء في التنفيذ
لو مر أحدكم بمثل هذا التجربة فليخبرني عنها !!
أى إحساس فالعالم أسوأ.. ؟؟
أسوأ من أن تدق فالأرض حتى منتصفك كالمسمار فلا أنت دفنت واسترحت ولا تركت حرا طليقا فارتحت!!.
وأنت مقيد اليدين ولا حيله لك أمام حشد من البشر لك كارهون عالمون بجرمهم أو غير مكترثون ولكن كلهم لموتك مستعدون.. متلهفون.. متعطشون.
الموت رجما بالأحجار
ليتهم بالرصاص يرمونك.. بالسهام يلقونك.. أو شنقا حتى يشنقونك
ورغم انه كله موت ورغم أن كله رهيب وما بعده ارهب وارهب
إلا أن الوقت المنظور لحدوث الوفاة بسيط جدا ثواني معدودة أو اقل حتى بل ربما لا يكون له حتى وجود
ولكن ما سيحدث الآن رهيب
هل يكفى حجرا واحدا اثنان أم أكثر بكثير؟
كيف سيكون مذاق الألم ؟؟
هل سيكون صداعا رهيبا هل ستنفجر الدماغ أم تتهتك الأم العنكبوتيه والجافية والحنون !!
حتى كل الأمهات التي درسناها في مادة الأحياء ستموت
ليتها تموت في اللحظة الأولى
هذا مؤلم حقا.. هذا رهيب ...هذا غير متصور حتى
ربما ستظل هناك ضربات كثيرة
وأنت في الأرض مغروس ومقيد اليدين عاجزا لا تملك حتى أن تدفع عن نفسك الأحجار
اى ذل واى امتهان من هذا أكثر ؟؟!!
كيف فكرت وفكر كل من كان مكانها في الواقع وحتما كان هناك من وقف موقفها !!
كيف فكروا أم كيف شعروا ؟؟
أم كيف بدت لهم لحظات العذاب هذه؟؟
هل كانت لحظات ام دقائق ام ساعات ؟؟
أم توقف فيها مفهوم الزمن وتلاشى؟؟
أم إنهم فكروا فيما بعد هذا اللحظات سواء أكانوا أبرياء أم مخطئين
عندما يختفي الزمن وتصبح المالانهايه حتمية ولا يصبح للانتظار معنى
ياله من عذاب اليم
وكيف هو عذاب رب العالمين
فإذا كانت هذه نقطة في بحر عذابات البشر
فهي اقل من نقطة في بحور عذابات شخص واحد في ما بعد دنيا البشر
هل سيكون كل هذا كافيا لتكفير كل الذنوب
أم إننا سنحتاج للمزيد والمزيد من ما لايتصور من عذاب وامتهان لا يقارن أيضا بحجم هذا الامتهان
يوم يسحب الكافرون على وجوههم في النار وهم عميانا وقد غلت أيديهم إلى أعناقهم
يالله
من يعطى هذه المرأة الفرصة لتستكمل ما نقصها؟! من يعطيها أو يمنع عنها ؟!
وهى لم تعرف سوى من ساعة
المؤسف أن غيرها لن يعرف حتى ولو قبلها بثواني
رغم انه يعرف طوال الوقت
المؤكد أنها ربما فكرت في كل هذا
هل يعقل إنها فكرت في شيئا من هذا
أم أن للموت سكراته التي لا نراها وعذاباته التي تتخطى ما هو منظور
لكم هو أمر رهييييييب وحقيقية مؤكده مع الأسف
حقيقة مؤكده لنا جميع وان لم نمت رجما
...........................
ها قد حان دور والدها الذي تبرأ منها بسهوله مستغربه
ومع هذا فلقد استعصت يده أن تقتل من هي جزءا منه ا فألقى حجريه بعيدا وهو منهارا
هنا هللت سيده أخرى إنها علامة من السماء على براءة المرأة
حتى اننى صدقت أو أردت ان اصدق منتظرا تحول الفيلم لفيلم هندي أو عربي او حتى على طريقه جيمس بوند
ولكن شيئا من هذا لم يحدث وما شجعني أيضا على هذا الإحساس هذا الصوت الغريب الذي قطع صمت الحاضرين
واتضح انه لعربه ترفيه (سيرك محلى) تقريبا
كل ما فعلوه أن طلبوا من الرجل أن يبتعد وينتظر لينهوا مما بين أيديهم قبل أن يتفرغوا للهو !!
والأعجب أن الرجل هو ومن معه كانوا يدهنون وجوههم بالأصباغ والألوان ....يستعدون لعملهم !!
أصبح مؤكدا أن الدراما حقيقية
عندما أتت الفرصة أخيرا للباطل اقصد زوجها ومن تسبب في كل هذا
أتته الفرصة ليخرج من قلبه كل السواد استجمع الشر كل قواه في معركته مع الحق
ورغم انه حتى لم يكن يحتاج لعشر قواه في مواجهه ظالمة محسومة
ومتى خسر الباطل معركة إلا فالحكايات !!
كان المشهد رهيبا على البطلة وعلينا
منتهى الذل والقهر والامتهان
كانت أشبه بركله جزءا .. لا بل أسوأ من هذا بكثير..
فرغم انك لا تشعر بالعدل عندما ينفرد لاعب بالحارس وبأمر الحكم ودون أن يكون للآخرين حق الدفاع عن مرماهم إلا انه يبقى المرمى هو المقصد يكون الحارس حرا في حركته ويحق له أن يستخدم كل جسده في الدفاع عن مرماه وان إصابته الكره لن تؤذيه
أما أن يصبح هو الهدف أن يكون مقيدا كوتد في الأرض مغلول اليدين أن تكون رأسه وجسده هو الهدف
أن يكون القصد هو الإيذاء بل الموت
المؤسف أنه ليس لعبا لنقول انه غير نظيف
ولا يوجد فرصه أخرى لتشكو الحكم أو لتقتص من المخطئ
الكل يعلم الكل مشارك
لا يوجد من يمنع ولا ما يحول دون قتلها
................
سدد الرجل حجره الأول بكل غل وقهر الدنيا
حقا لا أتمنى ولا يمكن أن يتمنى اى فرد فالعالم أن يكون موضعها
كيف سيكون الارتطام.. الاصطدام.. الألم المتوقع
ليتها كانت رصاصه الرحمة.. الآن عرفت لما سموها رصاصه الرحمة !!
ليتها تقتلها ....ليتها كانت القاضية.
..................
ارتد جسد المرأة كله(الظاهر منه) للخلف في عنف من اثر الصدمة في مشهد مروع
وخاصة مع التصوير البطيء
انكفأت بعدها رأسها على صدرها وقد شج رأسها ومنه نزفت على وجهها الدماء
لم اعرف هل لم يكن أداء الممثلة مقنعا أم إنها الصدمة أم إن ما شعرت به من الألم كان اكبر من أن يوصف
ليتنا نجد الآن طبيبا ليصف لنا بدقه ما حدث اى العظام تحطمت واى الأنسجة دمرت واى العروق انفجر
هل فقدت وعيها ؟؟!!
أنا أصلا لا أتصور انه في الحقيقية إن أصيب شخصا بحجر بهذا الحجم من هذه المسافة وبهذه القوه أن يظل حيا بعدها أو اقلها سيفقد وعيه
ولكن وعيها كان مطلوبا لكي يزيد المخرج من ألمنا وتأثرنا
سدد الرجل حجره الثاني(لا اعرف لماذا تحديدا حجران ولا لماذا شخصا وراء الأخر) أهذا منصوص عليه شرعا أم في هذه القرية عرفا أم فقط وجهة نظر للمؤلف أو المخرج
سدده بنفس الغل وبدقه اكبر في منتصف جبتها أصابها وحين غطى شريط الدماء وجهها ومن حيث موضع الشج مرورا بأنفها وفمها حتى ذقنها
ربما رفعت وجهها قليله وهى تبكى لا لم تكن تبكى ولم تكن تصرخ بل كانت تئن
أنينا عاليا رهيبا ممزقا للقلوب
أقوى من اى صراخ وأمر من اى بكاء
كم نفس غيرها آنت وتألمت؟؟
كم ألف نفس بل كم مليون ربما مليار نفس
كانت في موضعها نفسه أو شبيهه
كم نفس كانت وحيده ضعيف معزولة في مواجهه الجميع
من هزم الباطل من قبل
من أوقف طاغية أو منع ظلما
إلى متى سيظل الحق خاسرا مذلا
إلى متى سيظل ضعيفا لا ناصر له
إلى متى؟
لم تكن إجابات هذه الأسئلة مهمة الآن
فلن ينقذها من العذاب احد
لماذا لا تموت الآن ؟؟!!
لماذا لايقضى عليها حجر لتنتقل من دنيا البشر إلى ما بعد دنيا البشر
إلى دار الحقيقة
وليرحمها الله أو لا يرحمها حينئذ فهو خالقها وأدرى بها
المهم أن يتوقف كل هذا الآن وينتهي
لماذا لا ينتهي؟ ...لماذا ؟
كانت الهتافات من الجميع (الله اكبر الله اكبر) لا ندرى على ماذا
فإذا كانوا لا يعلمون فليصموا إذا
.......................
حتى أتوا بولديها لا ندرى كيف أقنعوهما بان أمهما خاطئة
ولا كيف استطاع الطفلان أن يسددا لأمهما حجران
ألا تعلمان أنها في بطنها حملتكم وأرضعتكما عامان
ألا تعلمان انه لولاها لما كان لكما وجود في هذا المكان
ألا تعلمان أنها لو تبدلت الأدوار لما فعلت ابد ما أنمتما عليه مقدمان
حتما لا تعلمان!!
انهالت الأحجار بعدها على المسكينة كالأمطار
لم أرى هذا المشهد ولا رآه المخرج بل فقط دلل عليه
دلل عليه ليرحنا من مزيد من الألم والعذاب
العذاب الذي حدث فالحقيقة لها
لا احد قادر على أن يصفه أو يتخيله أو طبعا يتحمله
دلل عليه بالمشهد من الأعلى لهذه البقعة الحمراء
حمراء من الدماء
التي غطت الأحجار وثوبها الأبيض وصفحة الأرض على السواء
ربما الآن فهمت لم كان ثوبها ابيض!!
ومع هذا ومع كل هذه الأحجار والدماء أراد الزوج التأكد من اكتمال جريمته
اقترب من وجهها أو ما تبقى من ملامحه...
فقط عين وجفن ظهرت من بين الشعر والدماء بالكاد فتحت عينها
وكأن الحق يريد أن يقول انه لن يموت بسهوله
كان هذا مستفزا للباطل الذي لم تكتمل جريمته
صرخ فالجميع هيا احضروا الأحجار لنكمل المهمة...
في نهاية الفيلم كان حوار بين صحفي و(وخالتها) التي بكت حسرتاَ عليها أخبرته فيه عن كل شيء وأخبرته إنهم القوا جثتها قرب النهر ورفضوا دفنها ورفضوا أن يسمحوا لها بهذا
فذهبت قبل الفجر لتدفن ما بقى منها ولم تأكله الكلاب !!
خرج الصحفي بأعجوبة من القرية بهذه الحكاية التي تحولت إلى رواية
رواية حقيقية حدثت بالفعل وحدث مثلها الآلاف.. حقا أو ظلما
فالأمر كان يسيرا ولا يحتاج لكثير من الأدلة أو المحاكمات
رواية أصبحت فيلما اسمه (رجم ثريا.م)
رحم الله (ثريا) وغيرها
فغفر لمن اخطأ منهم ورحم منهم الأبرياء
وانتقم ممن ظلمهم ولو بعد حين
ولأني لا استطيع أن أجذم نهائيا بصحة الواقعة والتي وإن حدثت فحتما كانت أفظع وأألم كثيرا
مما صوره الفيلم وحاولت أن أصفه
ولكن حتما حدث لمثلهم الكثير
وأنا طبعا لست بصدد مناقشه الحكمة من حد من حدود الإسلام ولا أهداف الفيلم الأمريكي والذي قد يبدو أن له غرض سياسي ذو صله بإيران
يمكنكم أن تبحثوا من خلال جوجل لتعرفوا أكثر عن (رجم ثريا.م) أو اليوتيوب لتشاهدوا المشهد السينمائي للرجم من الفيلم نفسه
أنا لن أضع أي روابط لتقولوا (منك لله) تعبت أعصابنا
وان كنت أثق إنكم ستقولونها بعد قراءة هذا الموضوع الطويل جدا جدا جدا
والذي ربما أكون ارتحت قليلا بعدما كتبته وأتعبتكم
فاعذروني.