هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • معاول الهدم 
  • بيت أمي
  • فلا أتمسك .. 
  • الفرعنة
  • حديثٌ في الحج والعمرة،، مقال
  • مع رجل ليس من عصرنا
  • قلمي حينما قلب الدنيا وصنع بطلا
  • سحر الصوت
  • الكتائب السلفية الالكترونية
  • صفحة من جهاد معاوية 
  • عالم في وجه وزير
  • أوهام بالحظر
  • يا صاحب الوردة "مينفعش"
  • عفة نفس 
  • أجيبيني .. أيتها الدرة
  • رحيل الأبرياء 
  • حلم اللاقيود
  • عزيزي الخاشع
  • مجرد تبرير للعجز
  • لَمْ نَغَادِر بَعْدُ..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة م أشرف الكرم
  5. تُجار الحرب في المدينة

اعرف ملامحهم، واتحقق منها كثيرًا، هي ليست ملامح وجوه، فهم لا يظهرون للناس إطلاقًا ولا يخرجون علينا في الإعلام، ولا يجيدون الحديث أمام الشاشات في برامج الثرثرة وإهدار الأوقات،

فأوقاتهم لا تحتمل ذلك.

نعم، أعرفهم فتجار الحرب هم من يجعلون من الحروب تحقيقًا لأهدافهم ومكاسبهم الآثمة، أعرفهم عندنا في المدينة، بأفعالهم بعد أن اختفت ملامحهم خلف الانتهازية، يتوارون عند كل منعطفٍ خانقٍ يتسببون فيه، ويتخافتون بأصواتهم حين يقتسمون ثمن عذابات بطونٍ تتضوّر جوعًا، ويبتسمون حين يرون نَفسٍ تتلظّى بلهيب أسعارٍ أشعلوها نارًا ليغتنوا، ويسعدون آثمين في وقت الأزمات التي تمر بها بلادي، يتجولون فيها بزيادة الأسعار في كل نجعٍ وقريةٍ ومدينة.

نعم، إنهم تجار الحرب الذين ينشطون مع أي اهتزازاتٍ مالية عالمية -مما ينعكس علينا بالطبع- وبدلًا من أن يُسهموا في تهدئة الأسعار وضبطها، وبدلًا من مشاركة الناس في دفع فاتورة تلك الانعكاسات العالمية، فيقللوا من ربحيتهم ويقتسموا المعاناة مع غيرهم من الناس، فبدلًا من ذلك، نجدهم يرفعون الأسعار بما يضمن لهم ان لا يعانوا من أي ارتفاعٍ في الأسعار دونًا عن الناس، بل في كثيرٍ من الأحيان يتربحون من وراء الأزمة أرباحًا تزيد عن معدل أرباحهم في الأوقات الطبيعية.

هذا بالطبع ليس معناه أن كل تجارنا تجار حروب، بل أجزم بأن هناك تجارًا محترمين لا يتاجرون في معاناة الناس، ولا يتعاملون بمفهوم تجار الحرب إذ أن التعميم ليس بصواب، إلا أن هناك الكثيرين من هذا الصِنف ينتشرون لدينا في المدينة.

ولست من الذين يعوّلون كثيرًا على الإجراءات الحكومية في مواجهة هؤلاء -رغم أنها قد فرضت آليات لذلك- لكن يظل لدينا بعض من الموظفين الحكوميين الذي لا يقومون بواجبهم بشكلٍ صحيح، لسببٍ أو لآخر.

وأعتقد كثيرًا في أن على المواطن مسئولية كبيرة لمواجهة هؤلاء التجار الممارسين لتجارة الحرب عندنا، فبدلًا من التكالب على السلع بمجرد سماع الاشاعات عن رفع سعرها، والإسراع في شرائها وتخزينها، بدلا من ذلك يكون علينا مقاطعة المواد التي يبالغ التاجر في سعرها، لنتركها لهم تبور وتفسد، ويضطروا إلى تنزيل اسعارها بشكل نستطيعه جميعا، بعيدًا عن حلولٍ لا يكون المواطن فيها فاعلًا.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1846 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع