"تأتي ردود الفعل المسيئة من الذين أحسنت إليهم وفي مساعدتهم تفانيت" و "خيرًا تعمل شرًا تلقى" و "لايوجد من يقدّر الخير أو يستحق".
بهذه العبارات والمعاني السلبية يبدأ أحدنا في حواره مع النفس بالتوصل إلى قرارات بالتأكيد ستكون سلبية تجاه من حوله،، فيأخذ الكل بجريرةِ البعض ويُمسك عن فعل الخير جرّاء ما يلقاه "أحيانًا" من إساءة "البعض" إليه بعد أن لقوا منه إحسانًا وعطاءًا.
ولاشك أن هذه الحالة -حالة الإساءة لمن يُحسن- نراها "أحيانًا" ولا إنكار،، وتزداد بين الفينة والأخرى بشكل يجعلنا نضيق ونستاء، إلا أن هناك وقفات يجب أن نستعرضها للخروج من حالتَيّ الضيق والإمساك عن المعروف،،
أولها: أن هذا الأمر لا يحدث من "كل" من أسبغت عليهم عطاءات، ولا من غالبيتهم.
وثانيها، وهو الأهم وفيه مربط الفرس،، أن عمل المعروف لايجب أن يكون إنتظارًا لرد الجميل أو تحصيل نتاجه ممن أعطيتهم وعملت لهم،، إذ أن الذي أعطيته مَهما رد لك من الجميل فإنه لن يُوفِ حقك وإن حاول،، فضلًا عن أنه "أحيانًا" لا يفعل أو عليك قد ينقلب.
وبالتالي، فإن فعل الخير وإسداءِ المعروف يجب أن يكون لوجه الله فقط، وطلبًا للثواب منه وحده، وطمعًا في عطائه بعد فعل المعروف في الناس من أجله لاغير.
بهذين المفهومين،، أنه ليس كل من تعطيهم يردون بالإساءة، وأن المعروف الذي تقدمه في الناس هو لوجه الله فقط،، تطمئن نفس فاعل الخير، ولا ينزلق إلى مزالق الإحباط و الصور الذهنية السلبية عن فعل الخير في الناس، ويصل به ذلك إلى الرضا النفسي عما يفعله من خير.
ويكون علينا لزامًا واجبًا أن ننشر الصور الإيجابية عن فعل الخير ونتائجه الإيجابية، وردّ المعروف بالإحسان والعرفان، حتى لا تنتشر بيننا تلكم الأقاويل المشهورة مجتمعيًا، فتهدم عمل الخير والعطاء بين الناس، ويخسر المجتمع كثيرًا بذلك