إنهم يحتاجون إلى تربية
========
"البعض" من الناس يحتاج إلى التربية، لا تنزعج عزيزي القاريء فهذه حقيقة واقعية، حتى لو كانت صادمة ومؤلمة، لكنها واقعٌ وحقيقة.
لدينا ظاهرة مقيتة، انتشرت بين جموع هذا "البعض" الذي نتحدث عنه، من الذين يتزوجون بهدف إلقاء أبناءهم إلى الشوارع، دون تربية أو تعليم، ودون تحمل مسئوليات التربية لأبناء يرزقهم الله بهم بلا تعب، ويكبر هؤلاء الأبناء في ظل غياب تام لأب مسئول أو أم تُربّي، أو أسرة حاضنة.
هذه الظاهرة التي استشرت بقوة هي التي أنتجت الكثيرين من "شهاب الجمعية" وسائقي الترامادول، والمتسيبين الذين يتسببون في الكوارث الكبيرة وبلطجية الاستبياع والتجرؤ على النظام و"مرازاة" الناس.
ثم يأتي من يعيب على الشرطة المصرية، ممن يصرخون بسبب ما يفعله هؤلاء الأبناء، من تعديات وتجاوزات بشعة، لا تتحملها المشاعر الإنسانية السوية -وهي مشاعر ليست متواجدة عند هذا البعض الذي نتكلم عنهم- ونجد مَن ينتقدون الشرطة تحت دعاوى تقصيرها في منع شر هؤلاء الأبناء.
وفي الحقيقة، فإن المسئولية ليست على الشرطة وحدها، لأنها متلقِّي أخير لمنتَج أفسدته سلسلة مقيتة من الإهمال التربوي وذبح الأخلاق، بدأت بزواج ملامحه ضائعة، ليس فيه تعليم ولا ثقافة ولا هدف تكوين أسرة تنتج أبناء صالحين للوطن، لكنه زواجٌ له أهداف تبتعد تمامًا عن أي فهم لمسئولية التربية أو التعليم أو البناء الأخلاقي لهؤلاء الأبناء،
لنرى منتَجًا من الأبناء لهؤلاء "البعض" في منتهى السوء والتردي، من خلال أسرة ضائعة، ومدارس صامتة، ووزارة ثقافة تائهة، ودور عبادة غائبة، وإعلام يُعلي قيمة البذاءة والإجرام، بحثًا عن المشاهدات و"التريند".
وبالطبع في كنف صناعة سينما عنوانها المختفي: كيف تكون بلطجيًا.
لا أدري إن كنا في مطالبتنا بتربية هذا "البعض" من شعب مصر قد تأخرنا كثيرًا، حيث تفاقم منتَج هذا البعض بشكل أضج مضاجعنا، وجعلنا نستيقظ كل يومٍ على ألمٍ يؤلم أكثر مما سبقه، أم أنه مازال لدينا وقت لعلاج هؤلاء تربويًا، سواءً من الآباء أو من ذات المنتَج الرديء وهو الأبناء.
صرخة، لكي يقوم كلٌ منا بمسئوليته في تربية هؤلاء، فهل نبدأ بإصلاح تلك المنظومة -منظومة الزواج- بأن نبدأ في تثقيف الشباب وتربيته على أن الزواج مسئولية وليس نزهة، وأن أبناءه لهم حقوق عليه وعلى الأسرة،
وأن الوطن لا يتحمل إنجاب الأبناء الذين يلقي بهم هذا "البعض" إلى الشارع دون تربية أو توجيه أو تعليم،
إن إصلاح تلك المنظومة المعيبة، سيجعل الأبناء سواعد صالحة تبني في الوطن ولا تفسد،
وأيضًا بذلك سنخفف العبء على الشرطة المصرية التي لن تلاحق بالفعل، على هذا الكم الهادر من "البعض" الغير مسئول ممن لم يُربي أو ممن لم يترَبى، والذي يمشي بالسوء والتعدي في كل جنبات مصر.