من هم شهداء 25 يناير الحقيقيين ....
مئات ومئات من الشهداء الذين سمعنا عنهم وتناولت أخبارهم جميع وسائل الإعلام .. ولكن السؤال هل جميعهم شهداء حقاً ؟؟ بالطبع الله أعلم بهم ولكنني أقول بالطبع لا .. ولست أقول هذا عن فراغ ولكن لأن هناك ثلاث حالات اعترضتني ولمستهم عن قرب لأنهم في محيط بلدتي .. أحدهم خرج من ملّوي قاصدا القاهرة لا ليقف في التحرير في جمعة الغضب ولا يعنيه الموضوع من قريب أو من بعيد .. وإنما خرج متوجها للمتحف المصري ليسرق وينهب مع من سرقوا ونهبوا .. ولكن دهسته الأقدام في الزحام وسط هرولة المتظاهرين .. والنتيجة أصبح شهيداً وصُرِف لأهله تعويض , بل ويطالبون أهله بباقي مستحقاته من شقة للسكن , لمزيد من الأموال , لمزيد الامتيازات , وهذا كله من دم الشعب الذي لم يفيق بعد ممن استنزفوا دمه على مدى ثلاثين عاماً (كلامي هذا من مصادر موثوق منها ولكن للأسف لا ترقى للسند القانوني) ...
ثانيهم .. سمع أنهم يوزعون آكلات من كنتاكي و300 دولار لكل شخص , فقال (أروح أعمللي قرشين _على حد لفظه_) ووقع قتيلا أو شهيداً _العلم عند الله_ المهم أن ورثته محدثين شغب ما بعده شغب ويريدون أن يشتروا نصف مصر فدية لدمه ..ثالثهم .. بعد الثورة بحوالي شهر , أُفرِج عن أحد الذين كانوا معتقلين أيام النظام السابق .. وذهب هذا الثالث ليجامله في الفرح الذ أقامه فرحة بالإفراج عنه .. وكعادة بعض الناس في أفراحهم كانوا يطلقون الأعيرة النارية .. فخرجت طلقة خطأ من أحد المعازيم لتستقر في صدر الشهيد الثالث الذي كان يجلس ليشرب الشربات .. والنتيجة صرفوا 25000 جنية لأسرة الشهيد بالإضافة لرحلتين عُمرة والبقية تأتي ... هؤلاء ثلاث نماذج حقيقة موثوق من كل كلمة قلتها .. وبالتأكيد حول كل منا عشرات وعشرات من أمثال هؤلاء الشهداء الذين على هذا المنوال ...أنا لا أبخس من قيمة الشهداء .. ولكن أتساءل ... لماذا يطالبون بثمن مالي لدم الشهداء وممن هذه الأموال أليست من الشعب , والشهيد الحق الذي خرج من بيته قاصدا دفع روحه فداءاً للوطن .. هل كان يرضى غير الجنة بديلاً .. فلماذا يطالب ورثته بثمن تلك الجنة .. أفهم أن نطلب القصاص من القتلة ومنهم نأخذ الدية ولكن ليس من دم الشعب ..ثم أليس من قُتلوا في حرب أكتوبر شهداء أيضا ... لما لم نسمع عن تعويضات بمئات الألوف وشقق وما إلى ذلك ..أذكر أن خالي رحمه الله كان ضابطا بالجيش واشترك في حرب اليمن وحرب 67 وحرب الاستنزاف وأصيب في حرب 73 وكل ما قدمته له الدولة وسام التقدير وألحقوه بالسجلات العسكرية (أعمال مكتبية) ومع ذلك كان يفخر بما قدمه لبلاده .. لم أره أبدا يطالب بأي شيء ... والسؤال الآن .. لماذا عندما نقدم أرواحنا فداء لهذا الوطن الغالي نسارع بطلب الثمن ِ