ما كان وكيف أصبح ؟؟!!!
يحيرني كثيرا هذا السؤال .. كيف يكون الإنسان ويكون , ثم يتحول في لحظة ليكون إنسان آخر مختلف كلية وجزئية ... كيف يكون اللون في عينيه أبيض ناصع البياض وفجأة ودون ذنب أو سابق إنذار يرى نفس اللون أسودا أو على الأقل لون غير مرغوب فيه .. كيف تكون في عينيه الصديق الصدوق الذي أرسلك الله اليه لتكون له سندا وعونا على الأيام وفجأة تتحول في عينيه لشخص آخر فائض عن الاحتياج , منتهي الصلاحية ... هل حقا يمكن أن يتبدل الانسان هكذا في لحظة ... هل حقا يمكن أن يمحوك أحدهم من حياته وقد كنت عضو أساسي فيها لتتحول لماضي , بل تتحول إلى لاشيء وكأنك لم تكن من الأساس , إنني لأتعجب كل العجب من تقلبات النفس البشرية , وإن كنت أرى أن ما حدث تقلب ولكنه طبع فالإنسان كالشجرة يمكن ةأن تصفر أوراقها أن تتبدل ألونها , أو حتى تسقط على أغصانها ولكن يبقى الجذر (الأصل ) متمسكا بالأرض ولو اقتلع من الأرض مات وأصبح لاشيء أما من يأخذ الناس مراحل ويقلع نفسه من مكان ليزرع نفسه في مكان آخر فهو ليس إنسان على الإطلاق لأن الأخلاق لا تتجزأ ولا يكون الإنسان إلا نفسه , لايجوز أن يتلون كالحية .........
كلمة أخيرة أود أن أقولها .. اذا ساء حظك وصادفك هذا النوع .. لن أقول لك ألا تنخدع فيه , فهو صنف من الناس قد نبت من الخداع , فلا تكشفه الا عندما يكشف لك عن وجهه القذر .. ولكن ما أردت قوله حينما يبتعد عنك فاسجد لله شكرا أن نجاك الله منه ولا تبكي عليه يوما فهو حتى لا يستحق المنديل الذي تمسح به دموعك